وضعت التطورات المتسارعة، التي عرفها حزب الاستقلال، الأمين العام للحزب حميد شباط، في مأزق حقيقي. ومن بين آخر متاعب شباط، توقيع رئيس لجنة "التحكيم والتأديب"، على بلاغ المطالبة ب"اسقاط" رأسه. ويأتي هذا، في سياق، قرار إحالة كل من توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الميزان، وياسمينة بادو، وكريم غلاب عضوي اللجنة التنفيذية، على لجنة "التحكيم والتأديب" بعد تبرئهم من تصريحاته تجاه موريتانيا، على الرغم من موافقتهم على بلاغ يتضامن معه ضد وزارة الخارجية المغربية، فوجئ، مساء أمس الخميس، بوجود رئيس اللجنة، أحمد القادري، ضمن الموقعين على بلاغ الإطاحة به. واكتفى أحمد القادري بالقول، في اتصال مع موقع "اليوم 24″، إنه لم يتوصل بعد بقرار إحالة القياديين الثلاثة على اللجنة، التي يترأسها من دون أن يعطي أي تفاصيل أخرى. وكان عدد من القادة التاريخيين، والحاليين لحزب الاستقلال قد وقعوا، أمس، بلاغاً ضد الأمين العام للحزب. وجاء في البلاغ الناري: "نجزم، ونعلن أن السيد حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل، ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال". واعتبر البلاغ ذاته، أن "التصريحات اللامسؤولة لشباط حول موريتانيا لا تلزم الحزب أبدا، وأنها تصريحات شخصية، يتحمل مسؤوليتها وحده، ولا علاقة لها بتوجهات الحزب ومبادئه.. هذه التصريحات جاءت متزامنة مع الوقت، الذي تنهمك فيه كل الإرادات الوطنية، والأحزاب السياسية، وتبدل جهودها لتشكيل الحكومة، التي أفرزتها انتخابات السابع من أكتوبر، الشيء الذي استغله خصوم وحدتنا الترابية، وأعداء الشعبين الشقيقين الموريتاني، والمغربي، لتمرير مخططاتهما الجهنمية لضرب الأهداف النبيلة، والتوجهات الرشيدة للقيادة الحكيمة في البلدين". وأضاف البلاغ نفسه، الذي حمل توقيع الأمينين العامين السابقين لحزب الاستقلال، امحمد بوستة وعباس الفاسي، "هذه التصريحات، التي أدت إلى أزمة كادت أن تعصف بكل ما بذله المغرب، وموريتانيا عبر تاريخهما لتسود روح الأخوة الصادقة، وبناء مستقبل البلدين، تلزمنا اليوم كاستقلاليين الوقوف مع الذات، والقيام بنقد ذاتي علني وصريح من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها، وعودة الحزب إلى مساره الحقيقي المستمد من رصيده التاريخي، والنضالي بفتح ملف التصرفات، التي قام بها السيد شباط منذ توليه الأمانة العامة للحزب إلى اليوم، والتي اتسمت، بكل أسف، بالتقلب في المواقف السياسية، وإضعاف الهياكل التنظيمة، وتدبير سيئ للانتخابات أفضت إلى نتائج سيئة أفقدت الحزب مكانته، ومدنه، ودوائره". وتابع البلاغ: "لقد حرصنا طيلة الأربع سنوات الماضية على إبقاء شمل الحزب مجموعا ومصانا للحفاظ على وحدته، آملين في أن يصلح الأمين العام نفسه، ويتحمل مسؤوليته للقيام بنقد ذاتي، ويضخ في الحزب روحا وحيويه جديدة، غير أن لا شئ من هذا وقع، بل العكس، حدث التمادي، والتأزيم، والمزايدة". من جهته، قرر حميد شباط عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، غدا السبت، لإفشال خطة التمرد عليه".