مع اقتراب قمة منظمة الاتحاد الإفريقية يناير المقبل، وقرار عودة المغرب إلى المنظمة في يوليوز المنصرم؛ بدأت تلوح في الأفق تحركات جديدة تقوم بها جبهة البوليساريو من أجل مواجهة هذه العودة، حيث تنوي الجبهة تغيير عدد من ممثليها في الدول الإفريقية، وكذا إعداد خطة للتصدي للمغرب. خطة الجبهة بدت معالمها واضحة خلال ندوة عقدتها خلال هذا الأسبوع في مخيمات تندوف وأشرف عليها أمينها العام، إبراهيم غالي، والتي تهدف إلى توسيع مجال التضامن مع الأطروحة الانفصالية لجبهة البوليساريو، بالإضافة إلى البحث عن دول جديدة تعترف بكيانها بعد أن كانت دول عديدة قد سحبت اعترافها بهذا الكيان، خاصة في القارة الإفريقية. وكشف محمد خداد، القيادي في جبهة البوليساريو، أنه سيتم تغيير عدد من ممثلي جبهة البوليساريو في الخارج، خصوصا في القارة الإفريقية، كمحاولة للتصدي للتمدد المغربي خلال السنوات الأخيرة في القارة، وقرار عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي. ويقول أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية، إنه على بُعد أقل من شهر على انعقاد القمة الإفريقية توجد رهانات كبيرة في هذه القمة، "والتي يمكن تسميتها بامتياز "قمة عودة المغرب"، على حد تعبيره. وتبعا لذلك، سجّل نور الدين، في تصريح لهسبريس، أن هناك تحركات دؤوبة للدبلوماسية الجزائرية بما في ذلك تحريك "بيادق الكيان الوهمي"؛ فيما تبقى من الدول التي تعترف بهم وهي 11 بلدا من أصل 54، مضيفا بأنه "لا يعقل قانوناً أو سياسةً أو منطقاً أن ينتمي عضو إلى اتحاد لا يعترف به 80% من بقية الأعضاء". وتحدّث الخبير في العلاقات الدولية عن أهم الرهانات المطروحة على الساحة الإفريقية، وعلى الدبلوماسية المغربية على الخصوص في هذه القمة، والتي أجملها في حسم معركة المساطر "القانونية" لعودة المغرب؛ وهي معركة شنتها الجزائر من خلال دلاميني زوما التي عرقلت هذه المساطر مع سبق الإصرار والترصد. أما الرهان الثاني، يضيف نور الدين، فهو معركة خلافة رئيسة المفوضية الإفريقية، "ونحن نعلم أنّ هناك منافسة شرسة بين خمسة متنافسين؛ من بينهم أربعة وزراء خارجية، وكذا الأهمية الإستراتيجية لهذا المنصب في المعارك التي سيخوضها المغرب لاحقاً من أجل طرد أو على الأقل تجميد عضوية الكيان الوهمي في الاتحاد"، على حد تعبيره. وذكر المتحدث ذاته أن هناك بعض المصادر الدبلوماسية الإفريقية التي تحدّثت عن ضغوطات جزائرية على تشاد لتقديم مرشحها حتى تنقسم أصوات إفريقيا الغربية والفرانكفونية بين تشاد والسنغال؛ لأن هذا الأخير حليف استراتيجي للمغرب. كما أن الرئيس السنغالي تزعم في القمة الماضية في كيغالي مجموعة الدول ال28 التي دعت إلى تجميد عضوية كيان تندوف؛ في حين أن انقسام أصوات إفريقيا الغربية سيكون في صالح المرشح الذي تدعمه الجزائر، وهي وزيرة خارجية كينيا التي زارت منذ شهر تندوف وأطلقت تصريحات معادية للمغرب. وبالنسبة إلى الرهان الثالث، يضيف نور الدين، فهو معركة رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي والذي ترأسه الجزائر منذ إحداثه، وتستغله حصريا لمعاكسة المغرب والدعاية للانفصاليين. كما أن الجزائر ما زالت تفاوض نيجيريا للتنازل عن الترشح لهذا المنصب. في حين أن الرهان الرابع يتمثل معركة النواب الخمسة لرئيس المفوضية الإفريقية.