أبدى كمال حبيب، خبير في شؤون الجماعات الإسلامية، استغرابه من تصريحات أحمد الريسوني حول الإعراب عن فرحه بإزاحة محمد مرسي، الرئيس الأسبق لمصر المحسوب على الإخوان المسلمين؛ لأن هذه التصريحات، بحسب كمال حبيب، تركت الأبواب مشرعة على نتائج لم تكن مطلوبة من قبيل فض اعتصام النهضة ورابعة وتعميق الأحقاد والمرارات. واعتبر أستاذ العلوم السياسية بتركيا أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه، في الزمن الراهن، تحديات تحتاج إلى اجتهاد جديد يجيب على أسئلة شبابها، والناس، والواقع المتجدد، وعن أسئلة التحولات الجديدة في العالم العربي والعصر والإنسان على المستوي الكوني. كما شدد الباحث على أن نداء القاهرة، الذي وقع عليه علماء من بينهم الريسوني، حمل شحنة طائفية ساهمت في تقريب الإخوان من السلفية... إليكم الحوار الكامل مع الباحث والخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية كمال حبيب. كيف تابعت موقف الريسوني من جماعة الإخوان المسلمين في مصر السعيد بإزاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي المحسوب على الإخوان؟ بدا لي موقف الدكتور الريسوني غريبا ومفاجئا بإعلان فرحته عن سقوط الإخوان في مصر، فسقوط الإخوان في مصر يدعو بالطبع إلى التأمل في الأسباب والنتائج والتداعيات، لكنه لا يدعو إلى الابتهاج على الإطلاق؛ لأنه ترك الأبواب مشرعة على نتائج لم تكن مرغوبة بالتأكيد، خاصة ما يتعلق برابعة العدوية والنهضة وإراقة الدماء وتعميق الحزازات والمرارات، والانفتاح بالتأكيد على تحولات نحو عنف شرد إليه بعض منتسبي الجماعة من الشباب الذين رافقوا لأربعين يوما، هي مدة الاعتصامات، تيارات سلفية وجهادية، كما أن مشاهد الدماء وطريقة الفض هزتهم وعززت في نفوسهم تحولات نحو العنف. بيد أن الريسوني أشار أيضا إلى ضرورة مراجعة الجماعة لمواقفها وذاتها، وعدم التصلب في الرأي والبحث عن مجالات لاجتهادات جديدة تتجاوز أطروحات البنا حول أن الجماعة شاملة وأنها تعبر عن مجال يشمل كل أسباب الحياة التربوية والدعوية والسياسية والفكرية وحتى الرياضية، وكأن الجماعة تماهي بينها وبين الدين الإسلامي كله وتجعل من نفسها معبرة عنه كله، رغم أن طاقات الدين الإسلامي وتجربته الكبيرة والمتنوعة في الفقه والحكم والفكر والفلسفة والأدب وطاقات التدين وتعبيراته بين أهله في كل عصر وزمن تجربة أكبر من أن تحتكرها جماعة واحدة، أو أن تدعي أنها قادرة على التعبير السديد عنها. ومن ثمة، فإن هناك تحديات جديدة تواجهها الجماعة، بلا ريب، تحتاج إلى اجتهاد جديد يجيب على أسئلة شبابها، وعلى أسئلة الناس جميعا حولها، وعلى أسئلة الواقع المتجدد، وعلى أسئلة التحولات الجديدة في العالم العربي والعصر والإنسان على المستوي الكوني. وما المانع من وجود دعوات جديدة للاجتهاد تجيب عن هذه الأسئلة التي ذكرت؟ أنا شخصيا أخشى أن يكون التصلب الفكري ومعاندة دعوات الاجتهاد داخل الإخوان راجعا إلى ما أشار إليه الريسوني بأن الإخوان تحولت إلى مذهب، والمذهب يتحول إلى طريقة في فهم الدين تعلو على أن تكون شرحا لطرائق الإصلاح والتدبير في الواقع والحياة. فمدارس الإصلاح في العالم الإسلامي لم تكن تطرح نفسها كمذاهب للاعتقاد، وإنما تحاول طرح إجابات على أسئلة التقدم والنهضة في العالم الإسلامي مع تراجعات وعجز طرائقه القديمة ومؤسساته على أن تبقى قادرة على الاستجابة للتحولات الكبرى التي شهدها العالم الغربي بعد نهايات القرن الثامن عشر، واكتشاف البحار وعوالمها والقارات الجديدة. بيد أن ما يجري داخل الحالة الإخوانية هو تحولها من مدرسة للبحث عن حلول لمواجهة الواقع الجديد للعالم الإسلامي المتغير الذي يفاجئنا كل يوم، إلى مدرسة للهوية تجعل من منتسبيها وكأنهم ينتمون لمذهب عقدي أكثر من كونه حالة فكرية، يفرض عليهم حالة من التشبث الجامد الذي لا يمكن فهمه بذلك الذي صار مذهبا وليس مدرسة للإصلاح، وابتكار طرق للإجابة على أسئلة النهضة والتقدم ومواجهة التحديات الجديدة التي يواجهها عالمنا العربي والإسلامي على كافة المستويات. الريسوني كان أحد الموقعين على بيان "نداء الكنانة" إلى جانب علماء من جنسيات مختلفة، وهذا البيان أغضب الموقف الرسمي المصري، وطالب وزير الأوقاف في مصر بجعل هؤلاء الموقعين على قائمة الإرهاب؟ كيف قرأت نداء الكنانة؟ بيان نداء الكنانة كان محيرا ومفاجئا بالنسبة لي جدا، خاصة وأن مئة من كبار علماء المسلمين والمنتسبين والقريبين من الإخوان وقعوا عليه، وبعضهم أعرفهم شخصيا، كالأخ الشيخ محمد حسن الددو الشنقيطي، وكان توقيع الشيخ القرضاوي، والدكتور الريسوني الذي أتابع أغلب ما يكتبه واهتمامه بمسألة المقاصد كاهتمام المغربيين النازع إلى تأسيس المالكية لذلك المفهوم. وكان البيان كارثيا بكل المقاييس؛ إذ كيف يوقع هؤلاء العلماء على بيان كهذا يأخذ جماعة الإخوان إلى "استهداف طوائف من الأمة، كالحكام والقضاة والمفتين والضباط والجنود والإعلاميين والسياسيين، وكل من يثبت يقينا اشتراكهم ولو بالتحريض في انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وزهق الأرواح بغير حق، حكمهم في الشرع أنهم قتلة تسري عليهم أحكام القاتل ويجب القصاص منهم بضوابطه الشرعية". قلت إن هذا النداء ساهم في دفع الإخوان للتقرب من السلفيين، كيف ذلك؟ بصرف النظر عن التفصيل، فإن المنهج هنا هو الخطر وهو منهج الحكم على طوائف من الأمة بالجملة، وهنا فإننا ننتقل من التقييد والضبط والإحكام في ما يتعلق بأحكام يترتب عليها القتل إلى الإطلاق، ووظيفة العلماء بلا ريب هي النظر في المطلقات وضبطها وإحكام سبر عللها وتحقيق مناطاتها في الواقع، وها نحن نعود إلى الاعتباط في الأحكام كما كانت تفعل الحركة الإسلامية في أول معافرتها مع الواقع فتطلق أحكاما دون ضبطها، وهو ما وصفه بعض الموقعين على البيان بالمراهقة للحالة الإسلامية، كما أن إطلاق أحكام الوجوب على الأمة كلها بافتكاك الأسرى المأسورين وأن العمل مع المنظومة الانقلابية التي وصفها البيان هو حرام شرعا ومجرم قانونا؛ ذلك أنه يعيدنا إلى اعتباط جديد من علماء كبار يستخدمون الواجب الحركي من منظورهم هم ليحولوه إلى واجب شرعي للأمة كلها مخاطبة به دون وعي وإدراك بقدرات الناس والتزاماتهم وتكاليفهم. والواقع أن أدبيات الإخوان المسلمون خالية من الطائفية! هذا صحيح، ففكرة الطائفة الممتنعة لم يستخدمها الإخوان المسلمون أبدا، ولم نقرأها لا عند البنا ولا سيد قطب رحمهما الله، بل قرأناها فقط عند بن تيمية وأخذها منه محمد عبد السلام فرج في كتابه "الفريضة الغائبة "، والجماعة الإسلامية في مصر قبل مراجعتها في كتابها "ميثاق العمل الإسلامي". وبالطبع أسس لها وأعاد إنتاجها "سيد إمام الشريف في كتابه الضخم "الجامع في طلب العلم الشريف"، وطور هو النظرية من أن الطائفة تقاتل ولا يكفر أعيانها إلى تكفير أعيان الطائفة؛ أي الفئات التي تكلم عنها البيان. فهو كان يقول، وفق أفكار تنظيم الجهاد، إنهم مستهدفون بالقتل كطائفة، كما فعل بيان "نداء الكنانة" وزاد تكفير أعيان الطائفة، ودائما التطرف يقود إلى اجتهاد مزيد نحو تطرف أكثر راديكالية وحدة. هنا البيان عكس اندفاع علماء كبار في الإخوان نحو أفكار السلفية الجهادية التي تقول بنظرية الطوائف الممتنعة ووجوب قتالها، كما عكس أيضا وجوبا على الأمة هي غير قادرة عليه، واستهدف أشخاصا بأعيانهم كالمفتي وشيخ الأزهر، وهو مؤشر على منهج في الاستدلال والعمل الفقهي ينتقل بالإخوان نقلة هائلة بلا ريب نحو السلفية الجهادية. الريسوني يقارن الإخوان المسلمين بحركة الإصلاح والتوحيد، ولكن حزب العدالة والتنمية الذي فاز في الانتخابات الأخيرة بالمغرب يصارع من أجل تشكيل الحكومة، بل إن الحزب يتمسك بتزعم المشهد السياسي بالمغرب؟ فكيف ينكر الريسوني على الإخوان في مصر تمسكهم بالحكم في حين إن إخوانه في المغرب يتمسكون بقيادة الحكومة؟ حركة التوحيد والإصلاح في المغرب وحزب العدالة والتنمية، وطبيعة النظام السياسي المغربي سمح بنوع من الانفتاح والتحول الإصلاحي الداخلي بدلا من تحولات راديكالية جذرية ذات طابع ثوري. ومنذ وقت طويل، هناك محاولات تجديد واستشراف واجتهاد معتبر داخل حركة التوحيد والإصلاح والفصل بين عمل الحركة والحزب، والتأثر بتجربة العدالة والتنمية في تركيا قبل أن يقتحمه عالم الإسلام السياسي في مصر، وتطرأ عليه تحولات ومظاهر الإسلام العربي مباعدا عن الإسلام التركي كما شرحناه في مواضع أخري ليس هنا محلها – كما أن تقدير الواقع والمقاصد والقدرة على التكيف الإصلاحي للحركة جعل حظوظ الإسلاميين من حركة التوحيد والإصلاح أحسن حالا بكثير من حظوظ إخوانهم في مصر. ففي مصر دولة عميقة، وفي مصر رأى المصريون الإخوان كقوة معارضة وليست قوة للحكم، وفي مصر كان يسيطر التنظيميون القدامى التاريخيون الذين تحسبوا مثلا مما يفعله أردوغان في تركيا قبل تحولاته وقت أن كان النموذج التركي مثيرا لاهتمام الغنوشي وسعد الدين العثماني، بينما كانت حركة الإخوان المسلمين في مصر تراه مروقا، وكانت الجماعة والتنظيم قد عمقت الشعور بعالم مفاصل لبقية القوى السياسية في مصر، كما أنها استعجلت قطف الثمار، ولم تكن الروح الثورية عميقة داخلها، ولم يكن لديها مشروع للحكم ومشروع النهضة لم يكن سوى وهم كبير، وفي الحكم بدت الجماعة غير قادرة على إدارة دولة صعبة وغير قادرة على أن تبدي تكيفا وحلولا سياسية تعتمد التوافق، بل إنها ذهبت وهي في الحكم نحو التشدد والجماعات الجهادية على يمينها أكثر. الإخوان المسلمون لا شك قوة مهمة، وكانت جزءً من تحولات السياسة ومشاهدها الكبرى منذ تحولها إلى جماعة سياسية عام 1938 وبعد تأسيسها بعشر سنوات، والجماعة واجهت تحديات كبيرة في العصر الناصري، وعادت مع السادات، وتكيفت مع عصر مبارك، وهي الآن تواجه حالة جديدة وهي أزمة اختبارها في الحكم وفشل خبرتها فيه، وتحول الشعب إلى طرف في المواجهة معها، كما أن الانقسام الكبير الرأسي داخلها لم يكن بهذا العنف حين ظهر التكفير في سجون الناصرية في الستينيات، وكان وجود الهضيبي، وهو شخصية تحظى بالاحترام والتوافق، مانعا من انهيار الجماعة. وفي الحقيقة، فقد كان قادتها يظنون أن الجماعة ولت بلا رجعة لولا عوامل السبعينيات وتحولات السياسة فيها وظهور جيل جديد انضم إليها وأعطاها قبلة الحياة من جديد. طيب دكتور، المتابع للمشهد السياسي المصري يلحظ أن هناك ركودا بل تراجعا في الحريات السياسية والنقابية والإعلامية وتراجعا في العمل السياسي المبني على مشاريع سياسية متقاطعة ومختلفة، بل إن مصر تعرف تراجعا في علاقاتها الدولية؛ وذلك بسبب ما وقع من انقلاب على أول تجربة ديمقراطية. هل يمكن لمصر أن تستعيد عافيتها دون الإخوان المسلمين؟ حتى تستعيد مصر عافيتها لا بد من عقد اجتماعي يوازن بين قيم ثورة 25 يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وبين ألا تحتكر جماعة الحكم باسم الدين أو باسم الوطنية أو القومية، فلا بد وأن تكون مصر وطنا لكل أبنائها، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين والمنتمون إليها على قاعدة تجاوز فكرة عودة مرسي رئيسا باسم الشرعية، وعلى قاعدة عودة المؤسسات التي كانت، وعلى قاعدة عدم العمل على هدم الدولة، أنا لست من دعاة تصنيم الدولة، ولكن بقاءها مهم والعمل على هدمها ذهاب نحو المجهول، ومن ثم فإن حديث الإخوان عن ثورة بأثر رجعي يكونون فيها أكثر جسارة وحسما مع المخالفين هو ضرب من أفكار ومشاعر الذين سلب منهم الحكم بعد أن كان معهم "السلب بعد العطاء". ومن ثم، فإن الإخوان بحاجة إلى طريقة جديدة للتفكير مع الواقع الجديد على الأرض. ولكن من المعلوم أن جماعة الإخوان هي أكبر من الحزب وأصغر من الدولة، حسب وصف حسام تمام رحمه الله، واستبعادها وإقصاؤها هو استبعاد وإقصاء لجزء من الاجتماع المصري، فكيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟ الخروج من المأزق بيد صناعه؛ أي من كانوا في الحكم من قبل ومن يحكمون اليوم، بمعنى أن هناك أحاديث تجري عن المصالحة في مصر، لكنها مجرد أحاديث لم ترق بعد إلى مستوى أوراق يمكن الإمساك بها، وتكلم إبراهيم منير عن حكماء يتدخلون ويسعى بعضهم إلى الحركة، لكنها لم تنضج بعد، ولا تبدو في الأفق أمارات واضحة على السعي قدما لإنجاز تلك المصالحة اليوم، بيد أن هذه المصالحة ضرورية وشرط لاستعادة البلاد عافيتها وقوتها واعتدالها وبعدها عن العنف والأفكار المتطرفة، وفي الدستور المصري حديث عن عدالة انتقالية يمكن الاستناد إليه للانطلاق منه، وتطوير نحو رؤية تتجاوز بها مصر ما يبدو أنه تعطيل لقدراتها وشل لإمكانياتها للانطلاق نحو أفق يليق بها. هل عنف الدولة الممارس ضد الإخوان يمكن أن يعجل بعنف مضاد من قبل الجماعة أو المتعاطفين معها؟ الإخوان جماعة إصلاحية بالأساس، واليوم هناك تيار يتحدث داخلها عن الثورية، والثورية تتبنى ما أشرنا إليه من قبل عن أفكار نداء الكنانة، وبعض منتسبي ذلك التيار الثوري نزع إلى العنف فعلا، وهناك فيديو صدمني لقيادي داخل ذلك التيار اسمه مجدي شلش يعترف بأن المجموعة الثورية تتبنى فعلا منظور العنف والمواجهة مع النظام، وجماعات مثل المقاومة الشعبية وكتائب حلوان، وأخيرا جماعة سواعد مصر "حسم" تمارس عنفا منظما، وهناك لواء الثورة، وهي قريبة من التيار الثوري الذي كان يقوده محمد كمال الذي قتل في مواجهات مع الشرطة بالقاهرة، وقد كان تم فصله وأعلن استقالته من قبل في حديث صوتي تم بثه، والقيادات التاريخية التنظيمية أعلنت أن "حسم" لا تعبر عن الإخوان وتبرأت منها، بينما لم يصل إلى علمي أن الفرق الثورية ومجموعة الشباب قد أعلنت موقفها من الجماعات التي تمارس العنف، كما أنها تستخدم مصطلحات سلفية جهادية لم يعرف متابعو الإخوان استخدامها لها، مثل مصطلح "دفع الصائل"، وأن السلمية عمل لا جدوي منه. هل يمكن للجماعة أن تعرف انشقاقات بسبب إجراء عمليات مصالحة؟ الجماعة تواجه انشقاقا حقيقيا رأسيا، ولا بد من القول إن الجماعة بقدر ما كانت حاسمة في عهد مرشدها الثاني حسن الهضيبي من التكفير حين ظهر في السجون بإصدار كتاب "دعاة لا قضاة"، فإن باب العنف ظل مواربا في أفكارها حتى في فكر البنا نفسه، وجاء سيد قطب برؤيته حول الموقف من الجاهلية والعزلة الشعورية والتوقف والتبين، وهي مصطلحات جديدة كلها، لتفتح الأبواب نحو تأويل ممكن للعنف، وهو ما يعتمد عليه اليوم ذلك التيار الشبابي الذي يمارس العنف أو يحاول أن يقود الجماعة إليه. ومن ثم، فإن أكبر التحديات التي تواجه الجماعة هي إعلان موقف واضح من العنف ومن الدولة ومن الدستور ومن قواعد اللعبة السياسية ومن شركاء محتملين منافسين داخلها، وهي مطالبة بموقف واضح من التنظيمات السرية ومن إبقاء الجماعة كما كانت بصيغتها الشمولية التي طرحها البنا، وقد كتبت عن ذلك في كتابي الأخير الذي صدر في مصر وعنوانه "أزمة الحركة الإسلامية في مصر .. قراءة جديدة في الأفكار والتحولات".