اعترف منصف الكتاني، رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن، بأن البنوك المغربية لا تعير الاهتمام الكافي لتمويل مشاريع تأسيس المقاولات الناشئة؛ وهو ما يؤثر سلبا على المبادرة الفردية وعلى تحفيز مساهمة هذه الشركات في الرفع من مستوى أداء الاقتصاد الوطني، على غرار باقي دول العالم التي تهتم بهذا المجال أشار الكتاني، في تصريح لهسبريس، إلى أن التقارير الصادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أبانت عن أن فشل التجارب الحكومية السابقة التي قادتها على صعيد تشجيع المبادرة الحرة يرتبط بمجموعة من العوامل الحاسمة في إنجاح مثل هذه المبادرات، حيث كشفت عن وجود عدم اهتمام بالمقاولات الناشئة من لدن البنوك. وأورد المتحدث أن التقرير الصادر عن المجلس سالف الذكر كشف عن أن أهم العوامل الإضافية التي تقف وراء فشل المبادرة الحرة في المغرب ترتبط بالدرجة الأولى بضعف مستوى المؤطرين التابعين القطاع العام وتدني مستوى الفكر المقاولاتي وسط الشباب أورد تقرير حول المقاولات والمشاريع الذاتية مجموعة من الصعوبات التي أفشلت المشاريع السابقة، خاصة مشروع "مقاولتي"، وعدّدها في قلة التجربة لدى فئة كبيرة من مؤطري شبابيك "مقاولتي"، خاصة فيما يتعلق بإعداد ملفات القروض ومرحلة التمويل من لدن البنوك. إحدى الصعوبات التي واجهت هذه البرامج ما وصفه التقرير ب"محدودية النظام المعلوماتي، حيث تم تسجيل نقص في المعلومات المتعلقة بالبرنامج لدى الوكالات البنكية، وصعوبات مرتبطة باستيعاب المساطر الخاصة بتدبيره وتبادل المعلومات المتعلقة بتنفيذ مقتضياته فيما بين البنوك والصندوق المركزي للضمان وصعوبات في ضبط وتنفيذ المساطر الخاصة بمنح القروض والتسبيقات"، إلى جانب "قلة اهتمام الأبناك بهذا المنتوج وضعف الفكر المقاولاتي لدى حاملي المشاريع واعتبارهم لهذه التجربة كوجه من أوجه الدعم الاجتماعي، ولجن جهوية غير مفعلة وغياب القيادة وعجز في مجال الخبرات في بعض المناطق". واتخذت البنوك المغربية مجموعة من الإجراءات خصتها لمواكبة المقاولة الذاتية بتقديم منتوجات بنكية وخطوط ائتمان وقروض خاصة، إضافة إلى مؤازرة هذه المقاولات في الصعوبات التي تواجهها شرط التزام هذه الأخيرة بقواعد حسن التدبير والتسيير حتى تتحكم في المخاطرة وتضمن نجاح وتطور نشاطها، حيث يرى خبراء المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن "الاعتقاد السائد بكون القروض وحدها هي الأساس في إحداث المقاولة أدى إلى فشل برنامج "مقاولتي"؛ في حين أن الأساس هو التحلي بروح المبادرة والمخاطرة المدروسة ومحسوبة العواقب والتي يكون فيها القرض مكملا وليس محفزا". وترى الأبناك التجارية أن المقاولات الذاتية والصغرى تحتاج إلى مواكبة مكاتب الخبرة المالية والمحاسباتية لمساعدتها، ليس فقط في إعداد وتقديم ملفات القروض؛ ولكن أيضا في التدبير السليم والمحكم لحسابات وميزانيات نفقات ومصاريف واستثمارات المقاولة الذاتية أو الصغرى.