اتهمت الحكومة التركية رسميا جماعة الداعية فتح الله غولن، المقيم في أمريكا، بالوقوف وراء عملية اغتيال شرطي شاب للسفير الروسي، مساء أمس، وذلك خلال اتصال أجراه مولود شاوش أوغلو، وزير الخارجية التركي، مع نظيره الأميركي، جون كيري، حيث أكد له أن "غولن يقف وراء عملية الاغتيال". وأوردت مصادر أمنية في تركيا، بأنه من غير الممكن ل"مولود مارت ألطن طاش" منفذ الهجوم المسلح ضد السفير الروسي، النجاح في امتحانات المعهد المهني للشرطة، دون الحصول على دعم في هذا الخصوص، وذلك في إشارة إلى احتمال صلته بمنظمة فتح الله غولن. وذكر مراسل الأناضول في تركيا، نقلا عن مصادر أمنية، بأنه تم إعداد مقياس حول أجوبة "ألطن طاش" في امتحانات المرحلة الثانوية، والجامعية، والمعهد المهني للشرطة، حيث تبين أنه من غير الممكن له النجاح في الامتحانات دون الحصول على دعم من جهة معينة. وأضافت المصادر أن التحقيقات حول المسيرة الحياتية والتعليمية ل"ألطن طاش" المولود في ولاية أيدن غربي البلاد، والذي كان يعمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة، ويبلغ من العمر 22 عاما، لا تزال مستمرة. وأشارت إلى أنه دخل معهد "رشتو أونصال" المهني للشرطة في عام 2012 وتخرج منه في 2014. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن اسم "ألطن طاش" ورد بين أسماء المشتبه بهم في قضية تسريب منظمة "غولن" أسئلة امتحانات المعاهد المهنية للشرطة بين عامي 2010-2013، لأتباعها. وفي إطار مكافحة منظمة "غولن"، فإنه تم إبعاد ألفين و100 شرطي من أكاديمية الشرطة في 2015، بينهم 152 من الأطر الأكاديمية. وأوقفت فرق مكافحة الإرهاب في مديرية أمن ولاية أيدن غربي تركيا، خال "مولود مرت ألطن طاش"، منفذ الهجوم الذي أدى إلى مقتل السفير الروسي في أنقرة، والذي يعمل في موقع مسؤول بإحدى المدارس الخاصة التابعة لمنظمة غولن قبل إغلاقها، وسبق أن تم توقيفه، ثم قررت المحكمة إخلاء سبيله بشكل مشروط. ووفق وكالة الأناضول، فإن عناصر منظمة فتح الله غولن قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في يوليوز الماضي.