في خرجة إعلامية غير متوقعة، اعتبر رمطان لعمامرة، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، أن ما يقوم به النظام السياسي السوري بمدينة حلب انتصار على الإرهاب، حسب تصريحات نقلتها عنه العديد من المنابر الإعلامية أدلى بها على هامش أعمال منتدى للسلم والأمن في إفريقيا انعقد بمدينة وهرانالجزائرية. وفي الوقت الذي تعيش فيه أجزاء متفرقة من حلب حالة من الدمار والقتل، راح ضحيته العديد من المدنيين، زاد المسؤول الجزائري بالقول إن "إسقاط الإرهابيين في حلب خبر مفرح يستدعي حذرا أكبر من أجل محاربة الإرهابيين أينما كانوا". محمد عويس، الخبير السياسي المختص في شؤون الشرق الأوسط، أرجع هذه التصريحات التي أدلى بها لعمامرة إلى موقف الجزائر من الملف السوري ككل؛ "فمنذ بداية النزاع وحتى الساعة، اتخذت الجزائر موقفا لا يفتخر به أحد. وبالرغم من أنها دولة جارة وعربية ومسلمة، فإن نظامها وبعد ما وقف لمدة قصيرة على موقف الحياد، عاد ليؤكد على دعمه لنظام بشار الأسد". واستبعد عويس، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تبعث تصريحات لعمامرة التي "تبجح" بها على الاستغراب؛ لأن "هذه المواقف لم تصدر فقط من مسؤولين جزائريين، بل هنالك عدة دول عربية، وأخص بالذكر مصر التي كانت تدعي أنها ريادة البلدان العربية، لتتحول إلى عدوة الأمة العربية"، على حد تعبيره. وبخصوص ما يمكنه تبرير هذه المواقف، يردف المحلل السياسي أنها تعد مواقف حكومات ككل لا يهمها الشعب السوري ولا غيره؛ بل إن ما يهمها هو اختلاق أعداء من أجل البقاء في سدة الحكم، "فأي تبرير لقتل الأبرياء؟ وأي إرهاب يقوم به هؤلاء؟ وحتى إسرائيل، وبالرغم من أنها دولة وحشية ومجرمة، فإنها تتحدث عن المجازر التي تقع في سوريا"، قبل أن يردف بالقول إن "هذا ما ابتلانا الله به مع عدة حكام عرب، وهناك منهم من لم يقل شيء؛ لكن نعرف ما سيقول من تآمر ضد الشعب السوري، كالنظام الأردني والعراقي والإماراتي واللبناني كذلك. ومثل هذه المواقف والتصريحات لا تدعو إلى الاستغراب؛ لأننا أمة خانعة تحت قيادات خانعة يهمها البقاء في كراسي الحكم"، حسب ما صرح به الباحث السياسي المختص في قضايا الشرق الأوسط.