اختار مسؤولون وجامعيون نهج طريق "الدبلوماسية الجامعية" للدفاع عن قضية الصحراء المغربية وارتباطها بحقوق الإنسان؛ وذلك من خلال إعطاء انطلاقة الدورة الأولى للجامعة الموسمية لحقوق الإنسان تحت شعار "من الرباط إلى العيون". وفي هذا الإطار، شدد أحمد حرزني، السفير المتجول المكلف بحقوق الإنسان، بدور هذه الأخيرة في الدفاع عن القضية الوطنية، قائلا: "اليوم اللغة الطاغية هي لغة حقوق الإنسان.. ونحن اليوم نُحارب بهذه الأخيرة، ويجب أن نحارِب بها، وبالتالي يجب أن نتمكن من ثقافة حقوق الإنسان ونبدع في هذا المجال". وأردف حرزني، خلال إعطاء انطلاقة الجامعة الموسمية الأولى بالعيون والتي اختير لها موضوع "تقنيات الترافع عن قضية الصحراء المغربية في ضوء الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان"، قائلا إنه في إطار "الدفاع عن مغربية الصحراء كثيرا ما نصطدم بعدم استيعاب لحججنا ومرافعاتنا، والمشكل الرئيسي هو كون أننا نشعر بأن القضية بديهية؛ مما يمنعنا من تطوير حججنا وبراهيننا ومرافعاتنا في المسألة". وتابع السفير المتجول المكلف بحقوق الإنسان قائلا: "بات من الضروري أن نقر بالأمر ونصلحه، خصوصا مع دول يكون تاريخها قصيرا". وأوضح حرزني أن فكرة الجامعة الموسمية الأولى في العيون تعود إلى سنة 2001، إذ جرى الإعلان عنها خلال ندوة نظمت هناك وكان من أهم توصياتها أن تستفيد المدينة مرة في السنة من جامعة موسمية، مضيفا: "لم تكن الشروط متوفرة آنذاك، وهو المطلب الذي يتحقق اليوم، إذ من بين الشروط توفر ثلة من المثقفين والأساتذة الجامعيين تحركهم روح وطنية وعمادة ملتزمة". وأعلن الحبيب الدقاق، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط أكدال، عن افتتاح الدورة الأولى للجامعة الموسمية للعيون، قائلا إن "محطة الرباط - العيون تتموضع في إطار الدبلوماسية الجامعية المواكبة للمتغيرات الوطنية في ظل التغييرات الدولية، خاصة في ظل توجه المغرب للعودة إلى الاتحاد الإفريقي والتحولات الجيوإستراتيجية التي تستلزم من الجامعة المغربية مواكبة الدبلوماسية الرسمية وتحركات المؤسسة الملكية في العمق الإفريقي". وأوضح الدقاق، في كلمة له بالمناسبة، أن الرهان اليوم هو الدفع بضرورة إسهام الجامعة الوطنية كصوت رابع لتأسيس دبلوماسية هادفة بمختلف الأبعاد خدمة لقضية الوحدة الترابية، قائلا: "حاولنا رصد هذه الدبلوماسية الجامعة في محطاتها السابقة، ولا بد من تسطير محطات مستقبلية واستشرافية". من جانبه، تحدث محمد سالم الشرقاوي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة العيونالسمارة، عن أهمية الدبلوماسية الحقوقية في خدمة القضية الوطنية، مشددا على ضرورة إخراج توصيات إعلان العيون الذي "يستمد أهميته من التطورات الدولية التي يشهدها العالم والتي تفرض العمل من مواقع متنوعة لتكثيف الجهود للتعبئة للقضية الوطنية". وأكد المتحدث أن اللجنة الجهوية التي يترأسها تعمل على "إبراز المستوى الحقوقي في الأقاليم الجنوبية، والإجابة عن أسئلة واقعية لتوضيح الرؤية حول القضية الوطنية". ونبه رئيس قسم الشركات بجهة العيون الساقية الحمراء إلى ضرورة خلق شروط أفضل لتدبير القضية الوطنية، قائلا: "يجب أن يتجند الكل لإنجاح الرهان؛ وهو ما يتطلب العمل مع الكل، والعمل على تدارك الخصاص فيما يتعلق بمتابعة تقارير المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان". وقدم عبد العزيز العروسي، منسق اللجنة العلمية والتنظيمية للجامعة الموسمية المبرمجة بالعيون، أبرز محاور هذه الجامعة وهي: "الترافع عن قضية الصحراء المغربية في ضوء المتغيرات الوطنية والإقليمية والدولية"، ثم "الترافع عن القضية في ضوء النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية"، ناهيك عن "الترافع في ضوء الممارسة الاتفاقية للمغرب في مجال القانون الدولي لحقوق الإنسان"، ثم "مسارات قضية الصحراء المغربية في ضوء قرارات مجلس الأمن الدولي"، إضافة إلى "التقنيات الحديثة للتفاوض حول قضية الصحراء في ضوء مقترح الحكم الذاتي".