عادت أسعار المحروقات بالمغرب إلى الارتفاع من جديد، عقب انخفاض طفيف كان سببه حملة فايسبوكية قام بها مواطنون نددوا بغلاء هذه المادة الحيوية ودعوا في الوقت نفسه إلى مقاطعة شركات التزود بالمحروقات. غلاء أسعار المحروقات بالمغرب اليوم يأتي في وقت تشهد فيه الأسعار الدولية انخفاضا ملحوظا. وفي هذا الإطار، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، إن المغرب يعتمد أغلى تسعيرة للمحروقات مقارنة مع جميع الدول المجاورة للمملكة، مفيدا بأن السبب هو "وجود لوبي لا يحترم القوانين الجاري بها العمل بالبلاد، خاصة قانون المنافسة وحرية الأسعار"، حسب قوله. وواصل الخراطي، في تصريح لهسبريس، انتقاده قائلا: "هناك توافق بين لوبيات المحروقات بالمملكة فيما يخص الأسعار. والدليل على ذلك التوافق هو أنه حينما انخفضت الأسعار خلال الشهر الماضي فإن جل الشركات قامت بذلك القرار"، مؤكدا أن "هذا التوافق هو أمر ممنوع منعا كليا بالمغرب". واعتبر المتحدث أن "هناك فوضى عارمة في القطاع، وسوق المحروقات يخضع لنظام الغاب" حسب تعبيره، متابعا: "هؤلاء اللوبيات يقومون بضرب القانون واستغلال الفراغ السياسي الحالي جراء غياب الحكومة ومجلس المنافسة، وأيضا غياب وسائل مراقبة الدولة. كما أن هؤلاء اللوبيات يستغلون موقع القوة الذي يتمتعون به؛ لأن المستهلك مجبر على اقتناء المحروقات". وشكك الخراطي كذلك في جودة المحروقات التي تروج داخل المملكة، نظرا لعدم توفر هيئة تراقبها، قائلا: "لا نعلم إن كانت الجودة متوفرة في هذه المحروقات أم لا، بسبب غياب توفر مختبر وطني محايد يسهر على مراقبة جودة المنتوج، فضلا عن غياب مراقبة للموزعات الأوتوماتيكية للمحروقات". ومن بين الانتقادات التي وجهها رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك إلى الشركات العاملة في قطاع توزيع المحروقات وبيعها بالمغرب اختلاف الأسعار وتضاربها ما بين المناطق الجنوبية وباقي المناطق، مفيدا بأن "المغرب دولة واحدة من طنجة إلى الكويرة، وبالتالي لا يعقل أن يكون ثمن المحروقات أقل في المناطق الجنوبية على حساب باقي مدن المملكة"، يشدد الخراطي. يذكر أنه سبق أن حملت تدوينات فايسبوكية لمواطنين مغاربة شكاوى من غلاء أسعار المحروقات، معلنين أن السعر الأصلي لها هو أقل بكثير من السعر الذي تباع به للعموم، ومعتبرين أنه يتم "ابتزاز المواطنين والتلاعب بمصالحهم".