دفع حب الموضة والولع بالأزياء العالمية ليلى غزيل، مصممة الأزياء، إلى الانقطاع عن دراستها العليا واختارت أن تشق طريقها نحو الاحتراف، لتستقر في نهاية المطاف أستاذة في مجال الموضة ومديرة مدرسة خاصة لتصميم الأزياء بمدينة طنجة. بعد أزيد من عشرين سنة في عالم الموضة وتصميم الأزياء، تظل تجربة تكوين السجينات في مجال تصميم الأزياء من بين أهمّ التجارب التي تعتز بها في مسارها المهني والإبداعي. بمناسبة تشكيلتها الجديدة، تتحدث ابنة عروسة الشمال عن رحلة عمرها في عالم الأناقة وكيفية تطويعها لقطعة القماش بين يديها، وجعلها تنطق بهاء. لا غنى عن "لمعلم" تتنوع الألوان والقَصات التي تقدمها ليلى غزيل لتحاكي تصاميمها جميع الثقافات والأجيال، وحرصت في تشكيلتها الجديدة على إرضاء كل الأذواق سواء عصرية كانت أو كلاسيكية، وقالت عنها: "تشكيلة تضفي خفة ودلالا وتشع بهالة من الأنوثة، وتبرز روح القفطان وعراقته". وأبرزت غزيل، في حديثها لهسبريس، أنها حرصت في تشكيلتها لخريف هذه السنة على خليط من التفاصيل المتنوعة والقصات المتفردة مع استخدام التطريزات وترصيعها بالأحجار، مضيفة أن "المدرسة التي تعتمد عليها في تصاميمها هي مدرسة لمعلم، الذي يرجع إليه الفضل في وصول القفطان إلى العالمية". وظلت ليلى تخاطب بتصاميمها كل المغربيات بغض النظر عن الطول والوزن والشكل، وتجعل من كل قفطان تحفة فنية تجمع بين الابتكار مع الحفاظ على أصالته، والاستلهام من الثقافة المغربية. وتقول في هذا السياق: "المغرب غني بثقافاته، وهو ما نظهره للعالم من خلال التصاميم". وراء القضبان عشق مصممة الأزياء التقليدية لهذا الفن جعلها تشق طريقها نحو الاحتراف، وخاضت تجربة التعليم في المجال، لتبرهن عن قدراتها في عالم الموضة كمصممة وأستاذة في آن واحد. بعد قضائها عشرين سنة في رحاب عالم الأناقة والجمال، تعتبر ليلى أن اشتغالها بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء كمكونة في مجال تصميم الأزياء تعد تجربة تعتز بها ضمن مسارها الإبداعي. وعن هذه التجربة، تقول ليلى غزيل: "كان يجمعني بالمستفيدات من التكوين حب متبادل، وكن ينادينني بأستاذتنا الجميلة؛ وذلك لطيبوبة قلوبهن، بالرغم من الظروف التي ألقت بهن في ذلك الوضع"، وتضيف المتحدثة: "ذكريات محزنة لم تفارقني، عندما ترى شابات في عمر الزهور محرومات من حريتهن"