بعد أزيد من شهرين على إجراء الانتخابات التشريعية يوم سابع أكتوبر، خرج عمر بلافريج، برلماني فيدرالية اليسار الديمقراطي، ليؤكد أن تصدر حزب العدالة والتنمية راجع بالأساس إلى دور "العائلات الإسلامية" ومساندتها لمرشحي الحزب، عكس "الأسر اليسارية". وقال بلافريج، عضو مجلس مدينة الرباط، في لقاء نُظِّم ليل أمس الخميس بالمدرسة العليا للتسيير"HEM" في الدارالبيضاء، إن "الأسر الإسلامية تعمل على شحن أبنائها ودفعهم إلى التصويت على مرشحي حزب العدالة والتنمية". ولفت عضو حزب الاشتراكي الموحد الانتباه، في معرض مداخلته، إلى أن "الأسر ذات التوجه اليساري، التي تكون متأثرة بروح الديمقراطية والحرية في التعبير عن الآراء، تترك لأبنائها حق اختيار التصويت على من يرونه مناسبا، وهو ما يجعل مرشحي الأحزاب اليسارية يتأثرون في نتائج الانتخابات". واعتبر البرلماني ذاته، الذي "ثار" على التقاليد البرلمانية حين ولج البرلمان في افتتاح الدورة التشريعية دون "الطربوش الأحمر"، أن التنظيمات الإسلامية تشتغل بشكل محكم ومنظم، وهو ما يمكنها من الحصول على أصوات الناخبين. وأوضح بلافريج أن "العزوف السياسي يعد أكبر عدو لفيدرالية اليسار الديمقراطي، بالنظر إلى كونه التنظيم الأكثر تضررا من المقاطعة"، وزاد: "القضاء عليه مسؤوليتنا .. سنعمل على تغيير هذا الوضع، لأنه لا يعقل أن تظل أصوات 25 مليون مغربي خارج صناديق الاقتراع". وشدد بلافريج، الذي حصد مقعده النيابي من دائرة يعقوب المنصور في الرباط، على أن "الكعكة المتبقية من أصوات الناخبين، والتي لا تتجاوز ستة ملايين، تتعارك عليها الأحزاب، ناهيك على تدخل المخزن في العملية". من جهة أخرى، وفي حديثه عن مساره السياسي، رفض عمر بلافريج أن يتم اعتباره ممتهنا للسياسة من خلال شغله منصب مستشار جماعي بالعاصمة، وبرلمانيا باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، إذ أكد أنه لا يمتهن السياسة، بل يمارسها منذ سنوات عن قناعة لإحداث تغيير في المشهد المغربي.