أعطى الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، انطلاقة أشغال تهيئة المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، في سياق مشروع ترفيهي وثقافي سيمكن من التغيير الجذري لهذا الجزء الإستراتيجي للعاصمة الاقتصادية، التي انخرطت في مخطط تنموي طموح. ويروم هذا المشروع المهيكل تطوير التنمية السوسيو- اقتصادية المستدامة والمتناغمة لمدينة الدارالبيضاء، وتعزيز جاذبيتها السياحية، وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وكذا تعزيز مكانة هذه المدينة باعتبارها قاطرة للتنمية الاقتصادي، كما يندرج في إطار تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بتثمين ساحل جهة الدارالبيضاءسطات. ويشمل مشروع تهيئة المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 200 مليون درهم، خارج بناء مرآب السيارات الذي يتسع ل 1000 عربة، تهيئة حديقة حضرية مفتوحة في وجه العموم، وكورنيش على طول الحاجز البحري للعنق، وذلك انطلاقا من مسجد الحسن الثاني إلى غاية رأس العنق. وسيشمل هذا المقطع الذي سيمتد على طول 1,5 كلم، بالخصوص، على قطب بلفيدير (أغورا، منصة لتنظيم التظاهرات، مقاهي)، وقطب ترفيهي (فضاء للألعاب، منطقة للياقة البدنية، نافورات)، وقطب ثقافي (فضاءات لبيع منتوجات الصناعة التقليدية)، فضلا عن قطب يضم عددا من المطاعم والمقاهي ومرآب تحت أرضي. وسيهم تهيئة ممشى على طول الساحل وصولا إلى رأس العنق وفضاءات مظللة مع باقة نباتية تتلاءم مع الموقع وتتطلب عناية محدودة، وبناء فضاءات للألعاب مخصصة للأطفال، وفضاءات للرياضة، مثل الجري، ونزهة المشي، وركوب الدراجات، ومرافق صحية عمومية. ويتناغم تصور المشروع بشكل تام مع بيئته، كما يندرج في سياق تعزيز جاذبية موقع مسجد الحسن الثاني، الأيقونة المعمارية التي تشكل مفخرة للمغاربة، والتي تشكل في الوقت الراهن معلمة محورية للعاصمة الاقتصادية للمملكة. ويعد هذا المشروع الذي سينجز في أجل 14 شهرا، ثمرة شراكة بين وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة للجماعات المحلية، وولاية جهة الدارالبيضاء- سطات، وعمالة مقاطعات الدارالبيضاء- أنفا، وجماعة الدارالبيضاء وشركة الدارالبيضاء للتهيئة. ويتوخى هذا المشروع الذي يضم عدة مرافق ترفيهية وثقافية واجتماعية ورياضية وإيكولوجية تكريس موقع مدينة الدارالبيضاء وجاذبيتها السياحية وبعث دينامية جديدة في بنياتها التحتية في أفق الارتقاء بها إلى مصاف الحواضر العالمية. وينسجم هذا المشروع تمام الانسجام، مع أولويات مخطط تنمية مدينة الدارالبيضاء (2015- 2020)، الذي يروم تحسين إطار عيش ساكنة الحاضرة الاقتصادية، والحفاظ على بيئتها وهويتها، وتعزيز موقعها الاقتصادي سعيا إلى جعلها قطبا اقتصاديا حقيقيا.