أشرف الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء، على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، المشروع الذي سيمكن من التغيير الجذري لهذا الجزء الإستراتيجي للعاصمة الاقتصادية، التي انخرطت في مخطط تنموي طموح. وحسب وكالة المغرب العربي للانباء فان هذا المشروع المهيكل الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك للتنمية السوسيو- اقتصادية المستدامة والمتناغمة للدار البيضاء، وتعزيز جاذبيتها السياحية، وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وكذا عزم جلالته على تعزيز مكانة هذه المدينة باعتبارها قاطرة للتنمية الاقتصادية. كما يندرج في إطار تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بتثمين ساحل جهة الدارالبيضاء- سطات، الموقعة بتاريخ 26 شتنبر 2014 تحت رئاسة الملك، والتي تروم أيضا تهيئة كل من كورنيش دار بوعزة وعين الذئاب وعين السبع والمحمدية، وذلك بغلاف مالي إجمالي قدره 700 مليون درهم. ويشمل مشروع تهيئة المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 200 مليون درهم (خارج بناء مرآب السيارات الذي يتسع ل 1000 عربة)، تهيئة حديقة حضرية مفتوحة في وجه العموم وكورنيش على طول الحاجز البحري للعنق، وذلك انطلاقا من مسجد الحسن الثاني إلى غاية رأس العنق. وسيشمل هذا المقطع الذي سيمتد على طول 1,5 كلم (حوالي 13 هكتار)، بالخصوص، على قطب بلفيدير (أغورا، منصة لتنظيم التظاهرات، مقاهي)، وقطب ترفيهي (فضاء للألعاب، منطقة للياقة البدنية، نافورات)، وقطب ثقافي (فضاءات لبيع منتوجات الصناعة التقليدية)، فضلا عن قطب يضم عددا من المطاعم والمقاهي ومرآب تحت أرضي. كما سيهم تهيئة ممشى على طول الساحل وصولا إلى رأس العنق وفضاءات مظللة مع باقة نباتية تتلاءم مع الموقع وتتطلب عناية محدودة، وبناء فضاءات للألعاب مخصصة للأطفال، وفضاءات للرياضة (الجري، نزهة المشي، الدراجات)، ومرافق صحية عمومية. ويتناغم تصور المشروع بشكل تام مع بيئته كما يندرج في سياق تعزيز جاذبية موقع مسجد الحسن الثاني، الأيقونة المعمارية التي تشكل مفخرة للمغاربة، والتي تشكل في الوقت الراهن معلمة محورية للعاصمة الاقتصادية للمملكة. ويعد هذا المشروع الذي سينجز في أجل 14 شهرا، ثمرة شراكة بين وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات المحلية)، وولاية جهة الدارالبيضاء- سطات، وعمالة مقاطعات الدارالبيضاء- أنفا، وجماعة الدارالبيضاء وشركة الدارالبيضاء للتهيئة. ويأتي هذا المشروع، ذي الحمولة الاجتماعية القوية، لينضاف إلى مختلف المبادرات التي ينفذها جلالة الملك، حفظه الله، على مستوى جهة الدارالبيضاء- سطات، والرامية إلى تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وتحقيق التنمية المندمجة، المتوازنة والشاملة لعاصمة المملكة الاقتصادية.