اختتمت يوم الأحد الماضي فعاليات مهرجان سيفاراد بمونتريال، وهو المهرجان السنوي الذي تنظمه الطائفة اليهودية بمونتريال منذ 1980، والتي تتشكل من نسبة مهمة من اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى كندا منذ ما يزيد عن أربعين سنة. ويتضمن برنامج المهرجان تظاهرات فكرية وثقافية وفنية تنصب مجملها في التعريف بالتراث اليهودي (السيفاراد) عبر التاريخ، وكذا خلق نقاط التلاقي مع التراث العربي الإسلامي، خصوصا في حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالضبط في شمال إفريقيا . وعرفت ليلة اختتام الدورة السابعة عشرة من مهرجان سيفاراد مونتريال حضور كل من كاتلين ويل، وزيرة الهجرة في حكومة كيبيك، وحبيبة الزموري، القنصل العام للمملكة المغربية بمونتريال، وعدد من رجال ونساء الفن والسياسة والإعلام بمونتريال، وكلهم تابعوا السهرة الفنية الختامية التي اختير لها عنوان "أصوات متعددة ...صوت واحد"، وأحيتها كل من الفنانة المغربية المقيمة بكندا ليلى الكوشي، والفنان المغربي الذي جاء من مدينة الدارالبيضاء مايك الشريكي، والفنانة البرازيلية بيا كريجر. وتناوب الفنانون الثلاثة المنحدرون من ديانات مختلفة (إسلام ويهودية ومسيحية) على تشنيف مسامع الحضور الكثيف بمجموعة من الأغاني الخالدة باللغات العربية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والاسبانية، مؤكدين أن التعايش والتسامح هو السبيل الأوحد للبقاء. واختارت ليلى الكوشي أداء أغان من ريبرطوار المطربين الراحلين سامي المغربي وعبد الصادق شقارة، وكذا الفنان التونسي لطفي بوشناق؛ وكذلك أدت وصلات أندلسية حلقت بالجمهور الكندي وأبناء الجالية المغربية يهودا ومسلمين في أجواء روحانية تذكر بالأواصر التي جمعت عبر قرون بين المسلمين واليهود في إسبانيا والمغرب . واعتبرت حبيبة الزموري، القنصل العام للمملكة المغربية، في تصريح لهسبريس، أن المشاركة المغربية في المهرجان فرصة للتأكيد على اللحمة القوية التي تجمع أبناء المغرب يهودا ومسلمين، مشددة على دور مثل هذه المهرجانات في التعريف بالتنوع الثقافي المغربي، والاعتزاز بقيم التعايش والتسامح الذي طبع ويطبع شعبه منذ القدم. وأشار ديفيد داحون، وهو يهودي مغربي، في تصريح لهسبريس، إلى أن الموسيقى الأندلسية بالنسبة له هي موسيقى أمه، وهو الذي ولد في فاس منذ خمس وستين سنة ولازال متشبثا بهذا الفن، ويعتز بانتمائه المغربي وبالحمولة التاريخية لهذا الفن "الذي لن يموت لأنه يسكن في قلوب المغاربة أينما كانوا، سواء داخل المغرب أو خارجه"، حسب تعبيره. فيما اعتبرت الفنانة المغربية ليلى الكوشي أن مشاركتها مناسبة لنشر الفن الراقي الذي تعايش تحت ظله الشعب المغربي بكل مكوناته العربية والأمازيغية والأندلسية والصحراوية، وكذلك المسلمة واليهودية، وأضافت أن هذه الحفلة هي مناسبة لتعريف الكنديين بالفنان المغربي وبطاقاته، وكذا بالفن المغربي الضارب في القدم وبغناه من حيث الكلمات والألحان وكذا الآلات الموسيقية التي يعتمد عليها. وتجدر الإشارة إلى أن مونتريال تحتضن كل سنة العديد من المهرجانات الفنية والثقافية، ومن أهمها مهرجان سيفراد، لما يقدمه من تنوع في الفقرات وغنى في التظاهرات الفنية والثقافية التي يتضمنها برنامجه.