أكد المشاركون في ندوة افتتحت أول أمس الأحد، بمونتريال، حول موضوع " حيوية الثقافة اليهودية المغربية، بالأمس واليوم"، أن الثقافة اليهودية المغربية حافظت على حيويتها وأن اليهود المغاربة يحافظون على تراثهم وتقاليدهم، وتمكنوا، خلال العقود الأخيرة، من تكريس ممارسة عاداتهم وتقاليدهم في كافة بقاع العالم. وأوضح المشاركون في هذه الندوة، التي تنعقد في إطار سلسلة لقاءات تمهيدية ل"مهرجان اليهود الشرقيين 2011 بمونتريال"، أن اليهود المغاربة ما زالوا متمسكين بهويتهم الثقافية، وبأصولهم وتقاليدهم المغربية، ويتناقلونها من جيل إلى آخر موضحين أن قرابة الثلاثة آلاف يهودي يعيشون حاليا في المغرب متمسكين بهويتهم الثقافية والدينية. وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي تميزت بمشاركة رئيس الأصدقاء الكنديين للتحالف اليهودي العالمي، رالف بنعطار، ورئيس فدرالية اليهود الشرقيين بكندا، مويز عمسالم، ورئيس معهد الثقافة اليهودية الشرقية، جودا كاستييل، التعايش بين اليهود والمسلمين بالمغرب منذ عدة قرون، معربين عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مبادرات جلالته من أجل " السلام والحوار بين الأديان". وتمحورت المحاضرة الافتتاحية لهذه الندوة، التي ألقاها دافيد بنسوسان، أستاذ العلوم بجامعة كيبيك، الرئيس السابق لجالية اليهود الشرقيين بكيبيك، حول موضوع "اليهود في المغرب.. ثلاثة آلاف سنة من التاريخ". وقدم الأستاذ دافيد بنسوسان، أمام جمهور من المسؤولين وأعضاء من الجالية اليهودية المغربية وأساتذة جامعيين وأكاديميين، عرضا متميزا عن تاريخ اليهود في المغرب من العصور القديمة إلى يومنا هذا، مع التركيز بشكل خاص على علاقات اليهود المغاربة مع بلدهم الأصلي. وأبرز الأستاذ بنسوسان أن المملكة المغربية هي "البلد العربي الوحيد الذي أشار في الدستور، وبشكل واضح، للثقافة اليهودية كرافد من روافد الهوية الثقافية للمغرب، مشيرا إلى أنه ينبغي أخذ ذلك بعين الاعتبار "لأنه عمل متميز جدا". واغتنم الأستاذ بنسوسان فرصة انعقاد الندوة لتقديم كتابه الجديد "رسم الملك سليمان"، الذي يقدم تفاصيل عن تاريخ اليهود في المغرب. من جهته أبرز القنصل العام للمغرب بمونتريال، الحرص الدائم للعرش العلوي، سواء في عهد جلالة المغفور له محمد الخامس أو جلالة المغفور له الحسن الثاني، وفي عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على إبراز القيم المشتركة لكل مكونات الشعب المغربي. كما أبرز القنصل العام للمغرب بمونتريال النضال المتميز الذي خاضه جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل اليهود المغاربة تحت عهد الحماية، مشيرا إلى أن الدستور المغربي الجديد يكرس في ديباجته ثراء وتنوع المكونات الروحية والثقافية للمغرب. ودعا القنصل العام إلى العمل سويا من أجل إشعاع الثقافة المغربية العريقة، التي ارتكزت على الود واحترام الاختلاف. كما تميزت هذه التظاهرة، التي تندرج أيضا في إطار الاحتفالات بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كندا والمغرب، بالرسالة التي وجهتها سفيرة المغرب بكندا، نزهة الشقروني، إلى المشاركين، والتي أبرزت فيها أن اليهود المغاربة، كانوا على الدوام يحظون بالرعاية الملكية، مشيرة إلى المبادرة التاريخية، التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس لحماية اليهود المغاربة حين رفض تطبيق القوانين المعادية لليهود، التي سنها الاستعمار في عهد حكومة فيشي. وأضافت أن اليهود المغاربة ينعمون، في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بكامل حقوقهم كإخوانهم المغاربة، مبرزة أن المغرب فخور بتراثه اليهودي، وبكونه أرض تعايش فيها المسلمون واليهود، منذ قرون، في جو يميزه الود والاطمئنان. ودعت سفيرة المغرب إلى الحفاظ على التراث اليهودي المغربي، مشيرة إلى أن التحولات التي يعرفها المغرب تستدعي مساهمة جميع مكونات المجتمع المغربي بمن فيها المواطنين المغاربة المقيمين في الخارج. يذكر أن مهرجان اليهود الشرقيين، الذي سينظم ما بين 12 و17 نونبر الجاري، سيساهم في تسليط الضوء على ثراء وحيوية وتنوع الثقافة اليهودية، وكذا إبراز التراث الفكري لليهود المغاربة من خلال التعريف بكتابهم ومفكريهم.