عبّرت النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية عن رفضها لمشروع قانون الإطار "إصلاح التربية والتكوين"، الذي جاءت به حكومة عبد الإله بنكيران المنتهية ولايتها، وما ارتبط به من توصية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، التي نصّت على إلزام الأُسر الميسورة بتمويل تعليم أبنائها في السلكين الثانوي والجامعي. النقابات، التي عقدت اجتماعها بالدار البيضاء عقب وقفة احتجاجية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، قرّرت "تشكيل خلية للتفكير في سبل تفعيل المطلب الشعبي لخلق جبهة وطنية للدفاع عن التعليم العمومي"، مثمنة في الوقت نفسه "كل المبادرات المجتمعية المندرجة في هذا الاتجاه"، حسب بلاغ لها توصلت به هسبريس. ورفضت كل من النقابة الوطنية للتعليم العالي، التي انسحب كاتبها العام من عضوية المجلس الأعلى المذكور احتجاجا على توصية تمويل الأسر لتعليم أبنائها في السلكين الثانوي والجامعي، والنقابة الوطنية للتعليم(CDT) والجامعة الحرة للتعليم (UGTM) والنقابة الوطنية للتعليم (FDT) والجامعة الوطنية للتعليم(FNE) "هجوم الحكومة على مكتسبات الشعب المغربي، وخصوصا القرار الأخير والخطير الذي سيرهن قطاع التعليم بوصفه قطاعا إستراتيجيا، حيث أتى رأي المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول المشروع الحكومي للقانون الإطار "إصلاح التربية والتكوين" مطابقا للتوجه الحكومي القاضي بفرض رسوم للتسجيل كمدخل لضرب مجانية التعليم". وأكدت النقابات المذكورة أنها ستعمل على تسطير برنامج نضالي احتجاجي مشترك، داعية في الوقت نفسه إلى "دعم ومساندة المسيرات الاحتجاجية الجهوية ليوم الأحد 18 دجنبر 2016 وكل المبادرات النضالية دفاعا عن التعليم العمومي". وفي هذا الصدد، قال عبد الكريم مدون، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، إن النقابات ستعقد الأسبوع المقبل اجتماعا لمناقشة تصور أرضية الجبهة، مشيرا إلى أن نقابات تعليمية أخرى ستلتحق بالركب. وأوضح مدون، في تصريح لهسبريس، أنه جرى خلال هذا الاجتماع تحديد لجنة ستشرف على وضع البرنامج النضالي، الذي ستقوم به النقابات التعليمية في غضون الأسابيع المقبلة. وسبق للنقابة الوطنية للتعليم العالي، العضو بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن عبّرت عن رفضها لهذه التوصية؛ وهو ما دفع ممثلها إلى الانسحاب من المجلس المذكور احتجاجا على ذلك، ليقرر بعد ذلك الفرع الجهوي للنقابة بالدار البيضاء مقاضاة مجلس عمر عزيمان بسبب ضرب مجانية التعليم.