يتغيب أبناء عدة جماعات ودواوير بإقليم الحوز عن فصول الدارسة مكرهين، بسبب تخلف حافلات النقل المدرسي التي تقلهم إلى المؤسسات التعليمية؛ وهو ما حذا بالفاعلين الجمعويين إلى تنظيم وقفات احتجاجية تنديدا بذلك، أو مراسلة القائمين على الشأن المحلي بهذا الخصوص. بمنطقة وزكيتة، نظمت الشبكة الجمعوية للتنمية البشرية لدائرة أمزميز، أخيرا، وقفة احتجاجية للتنديد بما أسماه المحتجون "تهميش المجلس الجماعي لتلامذتنا الملتحقين بإعدادية سد نفيس، وتجاهل مطالبهم، ورفضه الاستجابة لأبسط مطالب آبائهم"، حسب لغة بلاغ توصلت به هسبريس. جماعة أوريكة هي الأخرى تعيش الوضع نفسه، حيث يحرم تلاميذ يقطنون بدواوير أمخليج وأكلموس وأيت بوزكيف والسبيطي وبوتبيرة من الالتحاق بين حين وآخر بثانوية المختار السوسي، بسبب تأخر حافلة النقل المدرسي. أحمد الفقير، ناشط جمعوي بالمنتج السياحي أوريكة، أوضح لهسبريس أن "التلاميذ تعذر عليهم، يوم السبت الماضي، الالتحاق بالفصول الدراسية، بسبب عدم حضور النقل المدرسي الذي لم يوفر له الاعتماد لدفع ثمن البنزين". وإذا كان رئيس جماعة "وزكيتة" رفض تقديم توضيحات بخصوص ما يكابده من يشرف على تدبير شأنهم العام، بالرغم من توصله برسالتين نصيتين من هسبريس بعد تعذر الاتصال به، فإن عبد العزيز أيت عدي، رئيس جماعة أوريكة، أكد أن تدبير النقل المدرسي من اختصاص المجلس الإقليمي. وأورد أيت عدي "أن الجماعة تربطها بالمجلس الإقليمي اتفاقية شراكة، يقوم بموجبها بتسيير هذا القطاع، ويؤدي مستحقات السائقين ويمول البنزين؛ فيما تقدم الجماعات 50 ألف درهم لتمويل سيارة واحدة". وأضاف المسؤول أن الجماعة تتوفر علي سيارتين للنقل المدرسي، "ما يعني أننا ندفع 100 ألف درهم"، لذا "فالجماعات لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بتسيير أسطول النقل المدرسي". وتابع رئيس جماعة أوريكة قائلا "إن توقف النقل المدرسي يرجع إلى سوء تدبير المجلس الإقليمي"، مرجعا ذلك "إلى شح تمويل البنزين الذي يخصص للسيارات، حيث يحدد بين 40 و60 لترا"، مشيرا إلى أنه راسل الهيئة المجالية الإقليمية المذكورة ل"تنبيهها إلى عدم كفاية القدر المخصص للمركبات". وبشّر أيت عدي سكان جماعته، من خلال هسبريس، بكون المجلس الجماعي اقتنى سيارة ثالثة، بعد توقيعه شراكة مع مجلس جهة مراكش أسفي، مبرزا "أن تدبيرها وتمويلها سيكون من اختصاص المنتخبين بأوريكة"، مضيفا "وعندما تتوقف يحق للمواطنين محاسبتي ومكتبي المسير"، يختم الرئيس نفسه. ولتسليط مزيد من الضوء على الموضوع، نقلت هسبريس الملاحظات السابق ذكرها إلى إبراهيم أتكارت، رئيس المجلس الإقليمي للحوز، الذي أوضح من جهته "أن لجنة تتكون من ممثل عنا وآخرين عن السلطة المحلية والجماعة ونيابة التربية الوطنية وجمعيات الآباء هي من تشرف على تدبير النقل المدرسي". ويضيف المسؤول عينه: "بعض الجماعات لا تؤدي المستحقات الواجبة للمجلس الإقليمي، ولقد راسلناهم دون جدوى"، مؤكدا "أن قرارا اتخذ بتسليم أسطول النقل المدرسي إلى الجماعات المحلية، لتتحمل مسؤوليتها في تدبير سياراتها المدرسية"، يختم أتكارت. وفي انتظار تنفيذ قرار المجلس الإقليمي، وتعزيز الجماعات المحلية للحوز أسطولها من سيارات النقل المدرسي، لتجنب تعميق الهدر التعليمي بالمنطقة ذات الطبيعة القروية، تهدد هيئات جمعوية بالإقليم المذكور بالتصعيد عبر تنظيم أشكال نضالية متعددة، من أجل رفع الضرر عن تلاميذ يواجهون معاناة جمة في سبيل الوصول إلى المؤسسات التي يتابعون بها الدراسة.