بعد أيام من الجدل التي أثارته مقاطعة مصلين لخطبة الجمعة بعد توقيف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لخطيب مسجد بفاس، أظهرت وثيقة للكتابة العامة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن السبب وراء توقيف محمد أبياط يعود إلى "الزج بالسياسة في خطبة الجمعة". وورد بوثيقة موقعة من طرف الكاتب العام لوزارة الأوقاف بتفويض من الوزير، تتوفر عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، قرار إنهاء تكليف خطيب مسجد يوسف بن تاشفين في فاس، من مهمة الخطابة ابتداء من فاتح دجنبر 2016، فيما تم تكليف المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بجهة فاسمكناس بتنفيذ القرار. وارتكز "قرار العزل" المتخذ من طرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على "رسالة من المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة فاسمكناس، بتاريخ 21 نونبر 2016، تفيد أن محمد أبياط زج بخطبة الجمعة ليوم 18 نونبر 2016 في مواضيع سياسية"، وفق وثيقة العزل. وقالت الوثيقة إن "ما أقدم عليه خطيب الجمعة يتنافى والحياد المنصوص عليه في المادة السابعة من الظهير الشريف الصادر في 20 ماي 2014، والتي تهم تنظيم مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم". وقال أبياط خلال خطبة الجمعة، وفق تسجيل صوتي تتوفر عليه هسبريس، "نحن اليوم في 18 نونبر، ذكرى عيد الاستقلال، وستسمعون أسئلة من الواجب طرحها منذ عشرات السنين، ما معنى الاستقلال؟ هل استقلت الدولة؛ أي استكملت سيادتها وانفردت بإدارة شؤونها الداخلية والخارجية؟". بعدها عرّج على "موضوع تعثر تشكيل الحكومة"، محملا المسؤولية ل"بعض الأحزاب التي تفضل مصلحتها الخاصة على شأن المواطنين"، وقال: "إذا استنطقنا الحالة الحالية للحكومة المغربية لأنبأتنا بأنانية الأحزاب التي تفضل مصالحها الشخصية على مصالح الشعب وتغييب الشعب الذي هو شبه مغيب منذ زمن، وخاصة بعد التصويت". واستطرد الخطيب: "نسأل جميع الحكومات كيف هي جهود الأحزاب في تكوين المنتمين إليها وتربيتهم على القيم الوطنية والمفاهيم السليمة للأخوة؟، وهل عرضت الأحزاب مشاريعها على الشعب كاستفتاء أم الشعب ليس له الأهلية لإبداء رأيه؟". * صحافية متدربة