أعلنت 12 هيئة مغاربية تهتم بالدفاع عن اللغة العربية، من ضمنها ثلاث هيئات مغربية، عن تأسيس ائتلاف يجمع بلدان "المغرب الكبير" تحت اسم "الرّابطة المغاربيّة لحماية اللّغة العربيّة"، بغاية رفع ما أسمته التهميش الذي تعانيه "لغة الضاد" في المناطق المغاربية وصد "ما قامت به الأيادي الاستعمارية من إيقاظ لشعور الأقليات ودعم مطالبها التجزيئية التفكيكية تحت لافتة الحقوق". واختارت الهيئات ذاتها العاصمة التونسية تونس لعقد الاجتماع التّأسيسيّ للرّابطة، يوم 18 دجنبر الجاري، تزامنا مع الاحتفاء باليوم العالميّ للّغة العربيّة، بعدما كان من المرتقب تنظيمه قبل أشهر في مدينة طنجة وتعذر لعدم اكتمال المشاورات بين الجمعيات؛ فيما ترى أن فكرة التأسيس تأتي بعد بيان "المشرق والمغرب حول اللغة العربية" الصادر عام 2013، والذي وقع عليه مئات المنادين باحترام اللغة العربية في العالم. وتضم الرابطة ثلاث هيئات مغربية هي الجمعيّة المغربيّة لحماية اللّغة العربيّة والائتلاف الوطنيّ من أجل اللّغة العربيّة والتّنسيقيّة الوطنيّة للّغة العربيّة، بجانب هيئات من تونس هي جمعيّة حُماة اللّغة العربيّة وجمعيّة اللّغة العربيّة الرّقميّة وجمعيّة تنمية اللّغة العربيّة وحمايتها وجمعيّة الدّفاع عن اللّغة العربيّة ومركز جامعة الدّول العربيّة، تنضاف إليها الجمعيّة الجزائريّة للدّفاع عن اللّغة العربيّة والمركز الموريتانيّ للدّفاع عن اللّغة العربيّة ومجمع اللّغة العربيّة بليبيا والمرصد الأوروبيّ لتعليم اللّغة العربيّة بفرنسا. وفيما اتفقت الهيئات على علم موحد للرابطة، نصفه العلوي يتخذ من الأحمر لونا له بينما اللون الأخضر يغطي نصفه الثاني ويفصل بينهما خط أبيض، كما يتوسط العلم هلال مقلوب باللون الأصفر والذي تعلوه خمس نجمات باللون الأبيض، تقول الوثيقة التأسيسية للرابطة إن اللغة العربية "تعاني في بلدان المغرب الكبير تهميشا كبيرا، بوعي أو دون وعي، على مستوى التعليم والبحوث والإعلام والإعلانات والمعاملات والشارع وسائر مناحي الحياة". وتورد الوثيقة، التي توصلت هسبريس بنسخة منها، أن "لغة الضاد" تواجه غيابا شبه كلي للسياسات الإرادية المتكاثفة، الوطنية منها أو الإقليمية، "من أجل ضبط رؤية لغوية مشتركة وصارمة توقف المد العبثي للتهميش الثقافي وتحد من التلوث اللغوي الذي صار عنوانا للحياة الثقافية في المغرب الكبير". وانتقلت الوثيقة التأسيسية إلى الحديث عن دور الاستعمار الأجنبي في البلدان المغاربية في المس باللغة العربية، بالقول إن هذا الدور تمثل في "تهميش اللغة العربية الدستورية وفرض هيمنة اللغات الأجنبية للمحتلين"، مضيفة أنها "لا تجهل ما قامت به الأيادي الاستعمارية من إيقاظ لشعور الأقليات ودعم مطالبها التجزيئية التفكيكية تحت لافتة حقوق لم تحترمها تلك البلدان الاستعمارية في دساتيرها". وحول هذا الشأن، يورد المصدر ذاته: "تحرص الرابطة على التمييز التام بين ما هو حق من حقوق الأقليات اللغوية والثقافية وبين توظيف هذا الحق من أجل أغراض لا علاقة لها باحترام التنوع الثقافي واللغوي"، على أن الرّابطة المغاربيّة لحماية اللّغة العربيّة "ستكون يقظة لهذه النقطة وداعمة لانسجام المجتمعات المغاربية". موسى الشامي، رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، قال، في تصريح لهسبريس، إن ميلاد الرابطة المغاربية يؤشر على وعي كبير داخل بلدان المغرب الكبير بأن اللغة العربية كانت متجذرة وحاضرة هنا منذ القرن الثامن الميلادي.. لكنها ظلمت ونحن هنا لندافع عنها. وباعتبارها لغة حضارية، لا يمكن أن نتصور العالم من دونها". وتابع الشامي أن هناك توجها مغاربيا صوب تشكيل تكتل موحد والعمل كقوة اقتراحية على مستوى الدول المغاربية، "لقد دسترنا اللغة العربية، كما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب، منذ الاستقلال؛ لكننا نلاحظ، مع كامل الأسف، في الفرنسة التي طالت كل الحياة العامة في بلداننا"، ليؤكد "ليس لدينا مشكلة مع الأمازيغية، والرابطة لا تستهدف الإخوة الأمازيغيين؛ لكننا نريد فقط أن نثبت وجود اللغة العربية، ولا يمكننا بأي حال أن نغض الطرف عما يقع من مس كبير باللغة من لدن الفرانكوفونية"، وفق تعبير الشامي.