بعد نصف قرن من العطاء، حظي المخرج والسيناريست الهولندي بول فيرهوفن بتكريم خاص لأول مرة طيلة مسيرته الفنية، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بحضور الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، بطلة فيلمه الأخير "هي". بول فيرهوفن قال، خلال لحظة تكريمه في رابع أيام المهرجان، إنها "أول مرة أكرم فيها بعد ثمانية وسبعين عاما، وسعيد بتكريمي في هذا الموعد العالمي"، مبرزا أنه سبق أن زار المملكة منذ 20 سنة، وبدأ تصوير فيلم بالمغرب؛ لكن "المشروع لم يكتمل، بسبب إفلاس الشركة المنتجة". لحظة تسليم الدرع التكريمي عرفت إطراء متبادلا بين بول وبين الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير التي لعبت دور البطولة في فيلمه الأخير "هي"، وقالت: "أحب حريته واستقلاليته، وقدومه إلى هوليود هو بمثابة ولادة جديدة في سماء الفن السابع"، وأضافت: "خلال عملي إلى جانبه، أشعر بأني حرة. وهذه الملكة لا يتوفر عليها إلا مخرج بارع". قبل التكريم بلحظات، عقد بول لقاء مع النقاد والمهتمين بالفن السابع للحديث عن تجربته الفنية ضمن فقرة "ماستر كلاس"، وخصص جزءا كبيرا من مداخلته للحديث عن الممثلة إيزابيل أوبير، مؤكدا أنها هي من أقنعته بالقدوم إلى مراكش والمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم. وحول دورها في فيلم "هي"، يقول: "إيزابيل لها طريقة رائعة وجديدة لإضفاء لمستها على المشهد، وبإمكانها أن تؤثر على الشخصيات الأخرى"، وزاد قائلا: "هي مخلصة لدورها، وأنا سعيد بالنجاح الذي حققه فيلم "هي"". وفي حديثه عن بداية مسيرته في مجال كتابة السيناريو، أوضح أنه حاول دخول معهد السينما؛ لكن الظروف حالت دون ذلك، وحصل على الدكتوراه في الرياضيات وعلم الفلك، وأضاف إلى قوله: "لو لم أكن ما أنا عليه اليوم، لكنتُ فلكيا". ويعتبر بول فيرهوفن أحد قراصنة السينما، وقد استطاع أن يشكل عالما متجانسا برؤيته الواضحة والمتطرفة للجنس البشري، فركز في إبداعاته على الجسد وما يتيحه تصويره من إمكانات.