في الوقت الذي يضع فيه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران يده على خده دون التمكن من تشكيل الحكومة، التي أضحى مصيرها معلقا بيد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، يبدو أن عزيز أخنوش أصبح منشغلا ببناء حزبه أكثر من انشغاله بالحكومة. ولم يحسم الرئيس الجديد ل"حزب الحمامة"، ضمن لقائه الجهوي التواصلي مع المنتمين إلى التجمع الوطني للأحرار في جهة الرباط- سلا- القنيطرة، في قرار المشاركة في الحكومة من عدمها، مكتفيا بالقول إن المرحلة هي للمشاورات ويمكن للحزب أن يشارك ويمكنه أن لا يشارك. وجدّد أخنوش، اليوم الاثنين، التأكيد أمام التجمعيّين على ضرورة الاشتغال إلى جانب المواطنين، داعيا أعضاء الحزب الذين يمكن أن يتحملوا مسؤولية الاستوزار في حال مشاركة الحزب في الحكومة إلى تكثيف النزول إلى الميدان والتواصل المباشر مع المغاربة في كل الجهات. رئيس "حزب الحمامة" سجّل بإيجابية ما اعتبرها "دينامية يشهدها الحزب في الفترة الأخيرة"، واصفا ذلك بكونه يؤشر بشكل إيجابي على نية الحزب في تطوير هياكله خلال المستقبل. وفي هذا السياق، نبّه أخنوش أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار بالعاصمة والمدن المجاورة لها، الذين حضروا اللقاء، إلى التحديات التي تواجه حزبهم والتي تنتظر منه عملا جبارا، مسجلا أن "الرغبة التي أبداها أعضاء الحزب ستجعل التجمعيين ينجحون في مهمتهم". إلى ذلك، عاش اللقاء، الذي احتضنته قاعة المركب الاجتماعي للمحامين بالرباط، بعض المشادات بين أعضاء التنظيم وبين محسوبين على محمد بولحسن، الذي غادر الحزب للترشح باسم حزب الاستقلال خلال الانتخابات التشريعية الماضية؛ لكن عودته إلى "حزب الحمامة" لم يكن مرحبا بها. واستغرب العديد من التجمعيين الحاضرين في اللقاء عودة بولحسن إلى الحزب بدون سابق إشعار، وهو الذي اختار مغادرة صفوفه قبل شهرين، حيث حاول أخذ الكلمة قبل أن يواجه بشعار "ارحل"، ليدخل في مواجهات كلامية مع غاضبين، قبل أن يتدخل رئيس الحزب واعدا إياه بلقاء للاستماع له.