تتعامل دولة الإمارات مع المغرب ليس فقط بمنطق الاقتصاد والاستثمار، أو وفق مصالح السياسة وأحوالها؛ ولكن أيضا بمنظور العطاء الإنساني والتنموي، من خلال مبادراتها العديدة في ساحات العمل الخيري والإنساني، إيمانا بأن العمل الإنساني مسؤولية أخلاقية تستوجب التعاضد والتآزر. وتواصل دولة الإمارات نهجها الإنساني في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية لمختلف مناطق العالم وشعوبها، ومنها المغرب، حتى بلغ عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة 178 دولة، بقيمة مالية ناهزت ال173 مليار درهم. وأفادت لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفق البيانات الأولية الخاصة بالدول التي قدمت مساعدات إنمائية رسمية لعام 2015، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت ضمن أكثر عشر دول منحاً للمساعدات الإنمائية الرسمية، قياسًا على دخلها القومي الإجمالي. وتوجد داخل الإمارات عدد من الجهات المختصة في هذا المجال، والتي تركت بصمة واضحة في تقديم يد العون؛ مثل مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر الإماراتي، وذلك في مختلف القطاعات المتعلقة بالصحة والتعليم وبرامج الإغاثة والبنية التحتية. وتميز العام الماضي باستمرار تقديم دعم الإمارات للقارة الإفريقية التي استحوذت على ما يقارب من 65 في المائة من المساعدات الإماراتية بقيمة 10.4 مليارات درهم. ونظرًا للظروف الإنسانية التي تمر بها بعض دول المنطقة، وخصوصًا الأوضاع الإنسانية في اليمن وأزمة اللاجئين السوريين، فقد ارتفعت قيمة المساعدات الإنسانية لتصل إلى 3.45 مليار درهم. وبخصوص المغرب، لم تبخل الإمارات بتقديم مساهمات إنسانية جليلة لفائدة السكان، خاصة في مجالات الصحة والتطبيب؛ ومن ذلك بناء مستشفى الشيخ زايد بالرباط، ومركز الشيخة فاطمة لعلاج النساء مرضى السرطان، ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالدار البيضاء، والوحدة الطبية المتنقلة لعلاج مرضى العيون، وحملات استشفائية لعلاج مرضى القلب. وسبق للشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن قدّم دعما ماليا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب100 مليون دولار، ودعما لمؤسسة محمد الخامس للتضامن ب10 ملايين دولار، علاوة على إطلاق حملة "إفطار الصائم" كل رمضان، لتخفيف المعاناة عن آلاف الأسر الفقيرة المتعففة. ومن المساهمات الإنمائية الأخرى للإمارات بالمغرب مساهمتها في تدشين مركب إفريقيا للأسمدة، ومعمل تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر بإقليم الجديدة. كما ساهمت، من خلال صندوق أبوظبي للتنمية، في تمويل بناء ميناء طنجة المتوسط ب300 مليون دولار، وفي تمويل إنشاء القطار فائق السرعة الرابط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء ب100 مليون دولار.