بعد مرور أسابيع قليلة على فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بدأت تتضح معالم الإدارة التي سيعتمد عليها في تسيير شؤون البلد الأقوى في العالم؛ ومن بينها منصب وزير الخارجية، التي تتأرجح حاليا بين ثلاثة أسماء، أهمها جون بولتون، الذي يعد أحد صقور السياسة الخارجية الأمريكية والذي شغل منصب سفير واشنطن في الأممالمتحدة خلال الفترة ما بين 2005 و2006. وخلال هذه الفترة، عبّر عن العديد من المواقف حول قضية الصحراء، المؤيدة لجبهة البوليساريو. وسبق لجون بولتون، الذي يعدّ من المحافظين الجدد الذين نظروا للسياسة الخارجية على عهد الرئيس السابق الأمريكي جورج بوش، أن اشتغل مع المبعوث الأممي إلى الصحراء جيمس بيكر. كما كان من المؤيدين الكبار لتنظيم استفتاء في الصحراء خلال سنوات التسعينيات. يعدّ جون بولتون من الأسماء المفضلة بالنسبة إلى جبهة البوليساريو، خصوصا أنه يشدد دائما في العديد من تصريحاته على أنه إذا فشلت الأممالمتحدة في الوفاء بالتزاماتها وتنظيم استفتاء في الصحراء، "ويكون استفتاء نزيها وشفافا فعليها الانسحاب من المنطقة"؛ وهو التصريح الذي جر عليه امتعاض عدد من الجهات المعنية بقضية الصحراء في الأممالمتحدة سواء خلال عمله مع جيمس بيكر وأيضا خلال وصوله إلى منصب سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما قوبل بالترحيب من جبهة البوليساريو. وعلى الرغم من مرور السنوات على هذه التصريحات، فإن بولتون ما زال معروفا بمواقفه المتشددة وتصريحاته القوية التي يراها عدد من المتابعين تتناسب مع شخصية ترامب ومواقفه التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية. جون بولتون، وبالإضافة إلى كونه يعدّ من المقربين لطرح البوليساريو، ولم يسبق له أن عبر مواقف مؤيدة للمغرب في قضية الصحراء، فهو يعد أيضا من منتقدي هيلاري كلينتون، المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، وانتقد أيضا الأخبار التي تحدثت عن حصولها على دعم مادي من المغرب قبل دخولها غمار المنافسة على الانتخابات الرئاسية. وكتب بولتون، على حسابه في تويتر مباشرة بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، أن "فوز ترامب يعني تعب الأمريكيين من سياسة الخارجية الفاشلة"، تعبيرا عن غضبه من السياسة الأمريكية على عهد الرئيس أوباما، خصوصا أنه من مهندسي الحرب على العراق، وعارض بشدة قرار أوباما سحب القوات الأمريكية من هذا البلد العربي.