بعد الإدانة التي عبر عنها العاهل المغربي العاهل المغربي محمد السادس، للزيارة التي قام بها الملك الإسباني خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، جاء الدور على وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري لينتقد بشدة هذه الزيارة، فقد دعا في حوار نشر الجمعة في جريدة "إلبايس" الإسبانية الواسعة الانتشار، الإسبان إلى الكف عن استعمال المغرب "كرأس حربة" في سياستهم الخارجية، وإلى معاملة المغرب على قدم المساواة وباحترام تام. في إشارة إلى أن الزيارة الحالية جاءت بحثا من الملك الإسباني عن شعبيته بعد تدنيها في الفترة الأخيرة. "" وأدان المسؤول الحكومي المغربي ما سماه "الادعاءات الكاذبة والفاضحة" لإسبانيا بخصوص المدينتين، وأكد رفض المغرب للمبادرات الأحادية الجانب، واعتبر الزيارة "إهانة لشعور المغاربة جميعا من رجل الشارع إلى جلالة الملك". وأكد أن هناك "نزاع ترابي، ولو أن هناك من يسعى جاهدا الى انكاره"، وذهب إلى أن هذه الزيارة لن تساعد على "حله، فمثل هذه الخلافات لاتحل سوى بالحوار". وأعاد التأكيد على ما صرح به مسؤولون مغاربة في الموضوع وقال إن الزيارة "تسير عكس تيار العلاقات الممتازة التي بنيناها خلال السنوات الاخيرة، ولست أدري ما هي الفائدة التي ستجنيها اسبانيا من هذه الزيارة، وأنا أدعوكم الى التساؤل عما اذا كانت هذه المبادرة قد أدت الى تحريك المطلب المغربي". واعتبر أن تصريحات الإسبان التي تؤكد أن المدينتين إسبانيتين "كذب"، لتأكيد هذه الكذبة استند على التاريخ وقال في هذا السياق "ان الدولة المغربية توجد منذ14 قرنا، وسبتة ومليلية وكذا مدن أخرى بالساحل المتوسطي والاطلسي للمغرب العربي، التي رأت النور في القرنين السادس عشر والسابع عشر، جاءت كرد فعل على التوسع الكولونيالي الاول لاوروبا في محيطها الاقرب". الفاسي الفهري لم يترك المناسبة تمر دون استنكاره لتسخير القضاء الإسباني في التعاطي مع قضية الصحراء، وقال إن ما قام به القاضي بالتازار غارثون الذي فتح تحقيقا في دعوى رفعها البوليساريو ضد مسؤولين مغاربة، حول "إبادة، تدخل في هذا التوجه إلى تسخير القضاء الإسباني، واستغرب توقيت هذه المبادرة "تم الاعلان عن القيام بهذه الخطوة في الوقت الذي حظيت فيه مبادرتنا المتعلقة بتخويل الصحراء حكما ذاتيا بترحيب الاممالمتحدة"، وقال إن المغرب نبه الإسبان إلى مخاطر "تسخير القضاء الاسباني لخدمة اغراض سياسية" من قبل أعداء الوحدة الترابية للمغرب". وتشهد العلاقات المغربية الإسبانية توثرا في الفترة الحالية، وجاء هذا التوثر على خلفية زيارة الملك الإسباني إلى المدينتين والتي تزامنت مع استرجاع المغرب للمناطق الصحراوية وتحريرها من الاستعمار الإسباني، وانضاف إلى ذلك مذكرة للقاضي الإسباني المذكور بالاستماع إلى مسؤولين مغاربة لتهمة وجهتها إليهم منظمات تابعة لجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الإسبانية.