بعد أقل من أسبوع على وفاة جنينها عقب عملية قيصرية بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، توفيت الأم الشابة، القاطنة قيد حياتها ب"قصر تيلمي" بقيادة إملشيل، في المستشفى نفسه، ليتم نقل جثمانها نحو مسقط رأسها بقصر "إفغ" بدائرة تنجداد نواحي الرشيدية. مصادر خاصة بجريدة هسبريس الإلكترونية أكدت أن الأمر يتعلق بأم ثلاثينية فقدت جنينها الاثنين المنصرم، لتلحق به عقب مشاكل صحية متعلقة بمضاعفات العملية الجراحية، في الوقت الذي حمَّل فيه فاعلون جمعويون بالمنطقة المسؤولية لوزارة الصحة، متهمين إياها ب"التهرب من تعيين طبيبة اختصاصية في أمراض النساء والتوليد بإملشيل". المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بميدلت، حسن بوزيان، أكد أن توسيعا يتم على مستوى المركز الصحي بإملشيل، غير مستبعد أن يتم تعيين اختصاصية توليد وأمراض النساء بالمركز في المستقبل، موضحا أن "الأمر غير متيسر حاليا لا غير"، وفق تعبيره. وأشار بوزيان، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن الأشغال مستمرة لإتمام مستشفى على مستوى مدينة الريش، التي تبعد عن إملشيل بحوالي 120 كيلومترا، يضم اختصاصيا في التوليد وآخر في الجراحة العامة، وكذلك مختصا في أمراض الأطفال والإنعاش والتخدير. من جهتها، أكدت حياة أومنجوج، مستشارة جماعية في إملشيل، أنها هي أيضا كانت ضحية الوضع الصحي المتردي بالمنطقة؛ حيث فقدت جنينها في الطريق نحو مستشفى الرشيدية عام 2006، وطالبت الدولة بإنشاء دار للأمومة، وتعيين طبيبة اختصاصية في التوليد لدائرة تضم قرابة 53 ألف نسمة منقسمة إلى خمس جماعات. وقالت الفاعلة السياسية ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "لا يعقل أنه في ظل الدستور ودولة الحقوق أن تظل النساء يتوفين على الطرقات؛ حيث تتوجه الحوامل، وهن في مرحلة المخاض، صوب ميدلت أو الرشيدية لمسافة تفوق 200 كيلومتر تتخللها منعرجات خطيرة"، مضيفة: "هي طريق طويلة، من تسلكها لا تدري إن كانت ستصاب بنزيف أو يختنق جنينها، أو تصل حتى"، وفق تعبيرها.