نفى أيت حدو أوعلي، مسؤول بالمندوبية الإقليمية لوزارة لصحة بمدينة ميدلت، أن يكون المركز الصحي بإملشيل قد رفض استقبال سيدة حامل في وضعية مخاض ما تسبب في وفاتها، مؤكدا أن ممرضتي المركز استقبلتا السيدة يوم الاثنين 11 يناير المنصرم، وساعدتاها على وضع طفلتها، إلا أن نزيفا حادا تسبب في وفاتها وهي في طريقها نحو مستشفى "مولاي علي الشريف" بالرشيدية. وأفاد أوعلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الطفلة لا زالت على قيد الحياة وتتمتع بصحة جيدة، على عكس المتداول إعلاميا، موضحا أن أمها المتوفاة قد أصيبت بنزيف حاد عقب الولادة، نتيجة لبقاء المشيمة "الخْلاص" داخل رحمها، مؤكدا أن التقرير الطبي يؤكد التصاق المشيمة بالرحم، ما كان يستلزم إجراء عملية جراحية لها، ليتم توجيهها صوب الرشيدية، حيث فارقت الحياة فور وصولها المدينة. وأبرز المتحدث أن الولادة مرت في "ظروف جد طبيعية"، تحت إشراف "القابلات"، داخل المركز الصحي الذي لا يضم طبيبا اختصاصيا في أمراض النساء والتوليد، والذي لو وجد لكان من شأنه التدخل لإنقاذ المتوفاة البالغة من العمر 39 سنة، وفق تعبير المسؤول الصحي، مؤكدا أن الحالة تمت مواكبتها من طرف مندوب الصحة بإقليم ميدلت. من جهته استنكر الفاعل الجمعوي، محمد احبابو، الوضع الصحي بالمنطقة، واصفا إياه ب"المُزري"، مشيرا إلى أن المنطقة، التي تعاني من طبيعة ومناخ قاسيين، تعرف انتشارا كبيرا للأمراض، خاصة في فصل الشتاء، حيث عانت الساكنة من "الجمرة الخبيثة" و"السواح"، موازاة مع نقص عدد الممرضين والأطباء المهول على الرغم من المراسلات المتكررة لوزارة الصحة. وأفاد الفاعل الجمعوي، في تصريح لهسبريس، بأن الجماعات الخمس بالمنطقة تضم خمسة مراكز صحية وعددا من المستوصفات، إلا أن أغلبيتها مقفلة في وجه المواطنين، حيث يتم توجيه الحالات المستعصية نحو خنيفرة أو ميدلت أو الراشيدية، والتي تبعد أقربها بأزيد من 150 كيلومترا. حبابو طالب وزير الصحة ومختلف المسؤولين بالتدخلات العاجلة والفورية، عن طريق تعيين أطباء وإيفاد قوافل طبية، وتوفير الأدوية إلى جانب عدد كاف من سيارات الإسعاف.