لازالت قائمة الموت الخاصة بالنساء الحوامل بإملشيل مفتوحة في وجه أسماء جديدة، كانت آخرها شابة ثلاثينية توفيت عشية أمس الأربعاء، على مستوى المركز الصحي بإملشيل، الذي نُقلت إليه بعد أيام من وضع حملها داخل بيتها ومعاناتها من نزيف حاد قضى على حياتها. الفاعل الجمعوي محمد احبابو أشار ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن الشابة تُوفيت عقب نقلها إلى المركز الصحي بعد يوم واحد من الولادة، لافتا إلى أنها لم تتمكَّن من التخلص من المشيمة التي بقيت على مستوى رحمها، ومضيفا: "تم نقل السيدة في وضعية صحية مزرية صوب المركز تزامنا مع الإضراب الوطني لأطر وزارة الصحة". وتابع احبابو: "رغم التدخلات توفيت الشابة عقب أقل من ساعة من وُلوجها إلى المركز"، وأضاف أن أسرة المتوفاة تسلَّمت جثتها وبادرت إلى دفنها ليلا على مستوى دوار "أيت عْمر نكدود"، مُبديا استِغرابه من الإقدام على هذه الخطوة في غفلة عن الساكنة. في السياق ذاته أكد مصدر مقرب من عائلة المتوفاة لجريدة هسبريس الإلكترونية، طلب عدم ذكر اسمه، أن "شيخ ومقدم الدوار حلا ليلا ببيت الفقيدة وطلبا من العائلة التوجه صوب المقبرة من أجل حفر قبر ومواراتها الثرى".. "هاداكشي لي بْغا لمَخْزن"، يقول المتحدث بدارجة عربية متكسرة لهسبريس، مؤكدا أن "أهل الدوار لم يدأبوا على دفن موتاهم تحت جنح الظلام". من جهته، قال مصدر من وزارة الصحة إن السيدة وضعت مولودها يوم الأحد المنصرم داخل بيتها، حيث عانت طيلة ثلاثة أيام من نزيف دموي حاد دون التوجه لتلقي العلاجات الضرورية، فيما قامت عائلتها بنقلها صوب المركز الصحي لإملشيل عشية الأربعاء في حالة صحية حرجة، حيث توفيت بعد ولوجها ب15 دقيقة. وأبرز المتحدث ذاته أن المركز سلم جثة الهالكة لذويها عقب حوالي ساعتين على وفاتها، مشيرا إلى أن الأسرة قامت بدفنها ليلا "لأن الأهالي مُعتادون على دَفن موتاهم ليلا"، على حد تعبيره. وأبرز مسؤول وزارة الصحة أن القطاع بالمنطقة يعاني من عدم توجه السيدات الحوامل صوب المستشفيات لوضع حملهن، بالإضافة إلى امتِناعهن عن متابعة الحمل وتطور الجنين، والاطلاع على أي مشكل صحي قصد التدخل في أوانه. ولفت المتحدث إلى أن قافلة طبية تضم أطباء متخصصين في أمراض النساء والتوليد قامت مؤخرا بزيارة المنطقة وأجرت فحوصات بالصدى لأزيد من 160 سيدة؛ فيما غابت هذه السيدة التي كانت على أعتاب الولادة دون أن تستفيد من فحص كان من الممكن أن يساهم في إنقاذ حياتها.