"صحافة الرداءة" والبذاءة، هذا أقل وصف يمكن أن نطلقه على بعض المواقع التي تدعي ظلما وعدوانا، أنها تنتمي لجسم الصحافة في المغرب. وللأسف يديرها بعض المحسوبين على الصحافة. فقد روجت بعض المواقع الإلكترونية صورا و"خبيرات" عن بعض قياديي جماعة العدل والإحسان وأعضائها خاصة "ذ نادية ياسين" وغاصت في حياتهم الخاصة التي لا تهمنا -سواء صح الخبر أم كذب- نحن كمتابعين في شيء، ولا يمكن لتلك اللغة الفلسفية المغرقة في السفسطة والهرطقة أن تخفي بشاعة وشناعة العمل غير الأخلاقي وغير المهني وغير المقبول الذي أقدم عليه صاحب موقع أكورا وهو ما يستدعي منا كإعلاميين، وحرصا منا على نبل وشرف هذه المهنة ورسالتها التنويرية، أن نتصدى في إطار ميثاق الشرف وأعراف المهنة لمثل هؤلاء الأدعياء المتطفلين، وأن نعلن رفضنا لهذا الأسلوب الهجين الذي أطلق عليه الزميل أنوزلا "الأساليب البنعلية"، وأن نسعى جادين لتنظيم هذه الفوضى في مجال الصحافة الالكترونية باستصدار تشريعات وقوانين وتأطير العاملين في المجال. كما ينبغي أن نعلن إدانتنا المطلقة لمثل هذه "الكائنات" المحسوبة على الصحافة، وينبغي أيضا أن نعبر صراحة عن إدانتنا لهذه الأساليب البوليسية. فكلنا نعلم أن أمثال "الحسين يزي " ما هم إلا أدوات يحركها ساداتهم وأصحاب نعمتهم لإثارة الرماد والزوابع في الفنجان، وتحويل الأنظار إلى معارك جانبية لا طائل من ورائها، وشغل الشعب المغربي وقواه الحية عن القضايا الحقيقية ودقة المرحلة التي يمر منها المغرب. فالعدل والإحسان لم ينجح معها الإقصاء ولا القمع ولا الترهيب ولم يستطع صقور النظام المغربي وأذيالهم في إقصائها أو عزلها أو حرفها عن مسارها ودورها الذي تلعبه بوصفها العمود الفقري للمعارضة الحقيقية في المغرب، بشهادة المثقفين والصحافيين والسياسيين والنخب والمثقفين المغاربة والأجانب وحتى رجال الدولة العقلاء. ولا نظن مثل هذه الترهات الصبيانية المراهقة تنجح في ذلك.لذلك نسجل هذه الملاحظات: 1-نشر هذه الصور واللقطات اليوم لا يدخل في إطار السبق الصحافي أو الإعلامي وإنما هناك رسائل سياسية واضحة من وراء نشرها فالأجهزة الأمنية تبعث برسائل تهديد للعدل والإحسان بعد ما فشلت في فرملتها ميدانيا في الشارع المغربي والحد من مشاركتها في حركة 20 فبراير. 2-أن الصور والفيديوهات المنشورة تعود إلى سنوات 2004 و2006 وقد كانت جزءا من مخطط كبير كان يستهدف تشويه سمعة "العدل والإحسان" أمام الرأي العام خاصة في الجانب الأخلاقي الذي كانت قضية "منشد الجماعة " و"قضية أكادير" أول حلقاته ويعرف الجميع مآل هذا المخطط فقد كان آخر مسمار في نعشه حكم محكمة الاستئناف بالجديدة ببراءة الفنان رشيد غلام من التهمة الملفقة له. 3-أن الصور خاصة الملتقطة للأستاذة نادية ياسين" في اليونان هي صور من ورائها بدون أدنى شك أجهزة المخابرات المغربية، فكلنا صحافيين، ونعرف وسائل وإمكانيات صحافتنا الوطنية بما فيها الرسمية. فالصحفيون لا توفر لهم حتى وسائل النقل أو الإقامة من الرباط إلى "حد كورت" فما بالك اليونان. فنحن لا نملك اعتمادات وإمكانيات مصوري ولا محققي الواشنطن بوست ولا نيويورك تايمزأو الفيغارو أو البايس، حتى نفتش في أرشيف وكالات الأسفار والحجوزات الفندقية وعناوين الأشخاص. وهذا يستدعي منا أن نسأل عن ميزانيات واختصاصات الأجهزة السرية في المغرب، وأن نطالب بمحاسبة الجهات التي تبذر وتهذر المال العام في "ألعاب بوليسية صبيانية" لا فائدة تعود منها على المغرب. والأولى أن تصرف على القنصليات والتمثيليات الدبلوماسية في الخارج لتحسين الوضعية الكارثية التي تعيشها أغلبها، ولا تشرفنا كمغاربة في الخارج.. 4-كان على الجهات التي صورت ووثقت هذه الفضائح بالصوت والصورة أن تحرك مساطر المتابعة القانونية في حينه. فلماذا يا ترى اختارت أسلوب الابتزاز الرخيص هذا، وانتظرت حتى الآن؟ وكم نتمنى من السيد الوكيل العام للملك أن يأمر بفتح تحقيق لمحاسبة المتسترين على جريمة الفساد هذه، أو متابعة المتطفلين على الحياة الخاصة للناس ومنتهكي خصوصيتهم، وكذلك متابعة جهة النشر بانتهاك حرمة الآداب العامة حسب الفصل 59 من قانون الصحافة 5-لماذا لم تنشر هذه الصور والفيديوهات على صفحات جرائد وطنية ذات مصداقية؟ والجواب ببساطة يبدو أن إخفاق الأجهزة الأمنية في ما عرف "بقضية رشيد غلام" إخفاقا ذريعا، ورفض أغلب الصحافيين التورط في هذه المغامرة المفبركة غير محسوبة العواقب، جعلهم يختارون "الحسين يزي" المعروف في أوساط الصحافيين بارتباطاته المشبوهة وسمعته السيئة جدا وروابطه العائلية المخزنية. 6-إن هدف هذه التسريبات الملفقة بكل تأكيد هو التشويش والتشكيك فقط، لأن الأجهزة البوليسية لو كانت تملك أدلة حقيقية فعلا لأخذت المعركة منحى آخر، فهي استنفذت كل الوسائل لتحجيم العدل والإحسان ولم يبق أمامها إلا الضرب تحت الحزام .وهذا مؤشر على إفلاس حقيقي تام وكامل. 7-الواضح أن هذه لعبة جهات -لا تمثل كل الدولة - تحاول أن تستفز الجماعة وتجرها إلى رد فعل قد يكون قاس وغير مسبوق، فالعدل والإحسان تعودت حصد مكاسب كبيرة لا تقدر بثمن من مثل هذه المعارك، واعتادت أن ترد الصاع صاعين. وبعد كل هذه الملاحظات أحب أن أهمس في أذن "الحسين يزي" وقد صار كله آذان -يحسب كل صيحة عليه -أن "يلم الدور ويجمع رأسه" لأن المسار الذي اختاره يؤكد شكوك كل زملائه فيه من أيام "العلم"، وهو مسار سيؤدي به حتما إلى الهاوية أو الانتحار فهذه معركة أكبر منه وأكبر من الدريهمات التي فكت أزمته المالية مؤخرا. هذه نصيحة من زميل. [email protected]