بعد أجواء التوتر التي سادت بين إدارة المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط والمستخدمين العاملين بها، الذين حملوا شارة حمراء احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم، عادت لغة الحوار بين الأطراف التي أعلنت استعدادها الجلوس لمناقشة المشاكل؛ فيما حملت الإدارة المسؤولية "لكل من يريد خلق البلبلة داخل المكتبة". ونفى المنسق العام للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ما وصفته النقابة الوطنية لمستخدمي المكتبة ذاتها ب"ظروف العمل المزرية"، مشددا على أن المؤسسة "توفر أحسن ظروف للعمل وتراعي الظروف الاجتماعية لكل المستخدمات والمستخدمين، الذين يتمتعون بكافة حقوقهم المادية والمعنوية"، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن "النظام الأساسي المراجع، والذي تمخض عن الحوار الاجتماعي، تم رفضه رسميا من طرف المصالح المختصة لوزارة المالية، ولا يمكن تحميل المسؤولية لإدارة المؤسسة في مثل هاته الإكراهات". واعتبرت إدارة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، في توضيح توصلت به هسبريس، أنها "تؤمن بقيم الحوار.. ورعيا للسمعة التي تتمتع بها، إن على المستوى الوطني أو الدولي، فإنها تحمل المسؤولية لكل من يريد خلق البلبلة داخلها"، مضيفة أنها تبقى "مؤسسة مسؤولة تحتكم إلى القوانين والمساطر الإدارية، ولا يمكن أن تصبح أداة طيعة في أيدي من يريدون أن يعبثوا بها لتحقيق أغراض ذاتية بطرق خسيسة"، في إشارة إلى النقابة. ولم يخل توضيح إدارة المكتبة الوطنية للمملكة من هجوم على نقابة المستخدمين باتهامها بنشر المغالطات، ومحاولة "كسب نقاط ولو على حساب المؤسسة التي تنتمي إليها، وشل أيديها من كل ضبط ومن كل محاسبة للمستخدمين غير المنضبطين، واللذين لم يستطيعوا تحقيق مطامحهم الذاتية بالطرق المشروعة والشفافة"؛ فيما اعتبرت أن "الحملة التي يقودها البعض لتعكير الأجواء ما هي إلا ضربات وهجمات استباقية للحصول على تعويضات أو نقاط تقييم غير مستحقة". وأضاف المصدر ذاته أن المكتب النقابي يريد "ثني يد المؤسسة عن إعمال معايير تقييم المردودية التي على ضوئها تصرف منحة سنوية تشجيعية آخر السنة لمن يستحقها وبدرجات متفاوتة، حسب اجتهاد وإنجاز كل واحد من المستخدمين، وبإشراك المسؤولين المباشرين ضمانا للشفافية..ولا تدخل في هذا لا اعتبارات ذاتية ولا انتقام ولا أي شيء". منصف بركاج، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمستخدمي المكتبة الوطنية، كشف، في تصريح لهسبريس، "وجود مبادرات للوساطة من أجل الاستمرار في الحوار مع إدارة المؤسسة"، مشددا على أن "الحوار أساسي لتحقيق المطالب"، ومشيرا إلى أن "فشل الحوار الاجتماعي يأتي بسبب تعنت أشخاص لا يفكرون سوى في مصالحهم، والمدير يعرفهم"، على حد تعبيره. وتابع المسؤول النقابي ذاته: "لا نريد حربا على أولئك الأشخاص ولا المساس بأرزاقهم، بل نطالب بتعيينهم في مسؤوليات أخرى، وتكليف أعضاء جدد من الشباب، وهيكلة خاصة على مستوى الموارد البشرية"، مضيفا: "مستعدون للحوار إذا استجيب للمطالب. ونأمل في اتخاذ قرار صائب يصب في مصلحة الجميع".