تكرم الدورة 16 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تحتضنه المدينة الحمراء مطلع شهر دجنبر المقبل، الفنان الفكاهي عبد الرحيم التونسي، المعروف ب"عبد الرؤوف"، إلى جانب ثلة من الفنانين العالميين. وقال عبد الرؤوف، في تعليق على تكريمه: "فخر لي أن يتم تكريمي في مهرجان دولي بحجم مهرجان مراكش للفيلم .. هذا التكريم يأتي بعد طريق فنية طويلة، كانت مملوءة بالأشواك". وأضاف الفنان نفسه في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "مسار طويل بدأ منذ الستينيات، لم أندم عليه مطلقا، خاصة أني وصلت إلى الهدف الذي كنت أبحث عنه طيلة هذه السنوات". من جهة ثانية، عاود عبد الرحيم التونسي نفي ما تم الترويج له على صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي عن إصابته بمرض السرطان، وقال: "أنا بصحة جيدة والحمد لله، وسيكون لي موعد مع الجمهور قريبا من خلال دور بطولي في فيلم للمخرج نسيم العباسي، أتقمص فيه شخصية بعيدة عن عبد الرؤوف"". من جهتهم، قال منظمو المهرجان عن عبد الرحيم التونسي إنه "الفنان الذي استطاع أن يضحك ويبكي أجيالا متعاقبة من المغاربة، وأحدث من عبد الرؤوف شخصية كوميدية تعتبر الأكثر شعبية في الساحة الفنية المغربية". وأشاروا أيضا إلى أن الفنان المراكم لعقود من الإبداع "حقق نجاحا أثر من خلاله في جمهور من مختلف الأعمار، وعبر به الحدود إلى أوروبا من أجل إسعاد مختلف الجاليات المغاربية". وولد عبد الرحيم التونسي سنة 1936، ويعتبر رائد فن الفكاهة في البلاد .. عشق المسرح، فبدأ حياته المهنية في التمثيل من خلال فرقة مسرحية أسسها رفقة أصدقائه، كانت تقدم مقتطفات من مسرحات موليير في المقاهي. وابتكر التونسي شخصية عبد الرؤوف الهزلية سنة 1960، بعد أن استوحاها من زميل سابق له في الدراسة، فأعجب بها الجمهور وأضحكت أجيالا متعاقبة .. فبدأت العروض تتوالى في صالات المسارح المكتظة بالجمهور وتقام بشبابيك مغلقة، وأصبحت الأشرطة الصوتية تباع بالآلاف. وتجاوز نجاح "عبد الرؤوف" حدود المملكة، ليصل إلى مختلف الجاليات المغاربية التي تعيش في الخارج، حيث حظي بتكريم من قبل مؤسسة ليالي الفكاهة العربية بمدينة "أونفيرس" البلجيكية، التي اعتبرته "أفضل فكاهي مغربي في القرن العشرين".