ألقى عميد شرطة متقاعد، مساء اليوم الاثنين، بنفسه تحت سيارة خدمة ببلدية أولاد أمراح دائرة ابن أحمد بإقليم سطات، كان على متنها قائد قيادة أولاد فارس التابعة للدائرة الترابية نفسها، مطالبا بالاستماع إليه وإلى القائد المذكور بخصوص سوء تفاهم وقع بينهما في وقت سابق. ووفق المصادر ذاتها فإن الواقعة عجّلت بحضور قائد قيادة سيدي حجاج وعناصر من الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي أولاد أمراح سرية سطات، كما دخل على الخط عدد من أعضاء الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام لمؤازرة عميد الشرطة. وزادت المصادر ذاتها أن قائد قيادة أولاد فارس غادر المكان تاركا العميد عالقا تحت هيكل السيارة، في الوقت الذي دخلت عناصر درك أولاد أمراح وأعضاء من الشبكة الحقوقية المذكورة في حوار مع العميد، من أجل الانسحاب من تحت السيارة، مطمئنين إياه بالاستماع إليه وإلى القائد وفق المساطر القانونية المعمول بها، ليستجيب العميد بعد 30 دقيقة من التفاوض. وفي اتصال هاتفي بالعميد المتقاعد قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن أصل المشكل يعود إلى يوم السبت الماضي، حين وقع عطل بسيارته بالطريق الرابطة بين ابن أحمد وسيدي حجاج، حيث لحق به القائد وتوجه إليه بالسب والشتم بعبارات نابية مخلّة بالحياء. وحول الأسباب أوضح عميد الشرطة أنه يزور منطقة أولاد فارس بين الفينة والأخرى، لمؤازرة بعض المواطنين باعتباره ينتمي إلى جمعية حقوقية، مشيرا إلى أن قائد قيادة أولاد فارس توجّس من تحركات العميد، ظانا بكون العميد "حاضيه"، حسب تعبير المتحدث، ليتوجّه إليه بالسب والشتم والتهديد. وحول إلقاء نفسه تحت سيارة القائد قال العميد إنه التقى القائد بسدي حجاج، وطلب منه التوقّف لاستفساره عن السب والشتم الذي وجّهه إليه يوم السبت الماضي؛ وهو ما جعل القائد يهدّد رجل الأمن بقوله "والله حتى نطحن مّك" حسب قول العميد، حيث ألقي بنفسه تحت السيارة مطالبا بحضور رجال الدرك والاستماع إليهما طبقا للقانون، إذ استمعت عناصر درك أولاد أمراح للعميد في محضر رسمي. وفي المقابل، نفت مصادر من قيادة أولاد فارس كل ما جاء على لسان العميد، موضّحة أن الأمر يعود إلى كون العميد سبق أن توجّه إلى مقر القيادة المذكورة للحصول على رخصة بناء لأحد أفراد عائلته؛ وهو ما اعتبرته المصادر ذاتها مخالفا للقانون، لكون البناء موضوع طلب الترخيص عشوائيا، مطالبة بإحضار الوثائق القانونية للحصول على مثل هذه الترخيصات، حيث ترصّد العميد للقائد بأولاد أمراح ليعلق بسيارته حيث اعترضها لتتوقف ثم ألقى بنفسه تحتها، حسب المصادر ذاتها. وأضافت المصادر ذاتها أن النيابة العامة بالدائرة القضائية بسطات توصلت بتقرير مفصل حول الواقعة، وهو التقرير نفسه الذي وجه إلى مصالح عمالة سطات، يتضمن جميع الوقائع والحيثيات الخاصة بالقضية، في انتظار ما سيسفر عنه البحث المفتوح من لدن الضابطة القضائية بسدي حجاج تحت إشراف النيابة العامة المختصة.