لم تجد الدعوة إلى مقاطعة محطات الوقود التي أطلقها نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، ضدا على ارتفاع أسعار المحروقات، صدى لها لدى المواطنين الذين توجهوا، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، إلى محطاتهم المعتادة للتزود بهذه المادة بشكل عاد رغم الارتفاع الطفيف الذي شهدته خلال الأسبوع الحالي. حركية عادية تلك التي عمت أغلب محطات التزود بالبنزين المنتشرة بشوارع الرباط، كما عاينت ذلك هسبريس خلال جولة ميدانية، أكدت أن نداء الامتناع عن ملء الخزانات بالوقود، الذي انتشر أمس بموقع "فيسبوك"، ظل حبيس جدران الشبكة الاجتماعية. وقد عبّر بعض المواطنين الذين قدموا إلى محطات البنزين عن جهلهم التام بالدعوة، فيما أكد آخرون سماعهم بأخبار غير مؤكدة حول إضراب محتمل لمستخدمي هذه المحطات. ونفى أحد المواطنين الذين التقتهم هسبريس في محطة للوقود علمه بالخبر، مكتفيا بالقول: "رغم إعلان هذه المقاطعة فلن يتفاعل معها أحد، لأنه يصعب التخلي عن الوقود ليوم واحد. البنزين مثل الخبز وباقي المواد الحيوية، لا يمكن أبدا التخلي عنه"، فيما أكد مواطن آخر عدم سماعه بالدعوة، وقال: "سمعت بأن هناك إضرابا لأصحاب المحطات لكن لم يكن الأمر كذلك"، وأجاب عن سؤال إمكانية انخراطه في دعوة المقاطعة بالقول: "المغاربة ما عْمُرْهم تّافْقوا، لا يمكن أن يقوموا بالمقاطعة. وعن نفسي شخصيا لا أستطيع لأنني أعيل أبنائي من سيارة الأجرة التي أقودها". أسعار الوقود، التي وصلت إلى حوالي 9.8 دراهم بالنسبة للكازوال و10.37 درهما بالنسبة للبنزين، كانت السبب وراء دعوة المقاطعة التي لم يستسغ أصحابها انخفاض ثمن البرميل في الأسواق الدولية واستمرار ارتفاع الأسعار داخل محطات الوقود بالمغرب، إلا أن المواطنين لم يتفاعلوا نهائيا معها بدعوى أهمية هذه المادة، كما قال أحد المواطنين: "واخّا يغْلا المازوط حتى 15 درهم، المغاربة غادي يبقاو يشريوه حيت مهم في حياتهم اليومية". من جانبه أكد عبد الواحد، مستخدم بإحدى محطات بيع الوقود، انعدام استجابة المواطنين إلى هذه الدعوة بدليل الحركية العادية التي سجلت منذ الصباح، وقال: "لم نلحظ أي انخفاض في الإقبال نهار اليوم، كل شيء طبيعي والحركة عادية جدا"، قبل أن يزيد: "الناس سوْلونا الصباح واش حْنا دايرين الإضراب بسبب الأخبار التي راجت يوم أمس حول ذلك". وزاد المتحدث ذاته في حديثه مع هسبريس: "المواطنون لا يستطيعون تطبيق المقاطعة لأن الوقود مادة أساسية وبدونها ستتعطل أشغالهم اليومية. صحيح أن الأسعار مرتفعة بحوالي 10 سنتيمات بالنسبة للكازوال وسنتيمين في ما يخص البنزين، لكن يبقى الأمر عاديا".