أطلقت مجموعة من الأقاليم عبر ربوع المغرب، في السنوات الأخيرة، أوراشا عديدة لتهيئة الممرات السككية، خاصة الواقعة وسط المدن والمراكز والتجمعات السكانية؛ وذلك من أجل تسهيل حركة السير والجولان من جهة، وتجنيب السائقين والراجلين مخاطر عبور السكك الحديدية الخاصة بالقطارات من جهة ثانية، إلا أن مشروع تهيئة الممرات السككية بمدينة خريبكة لم يعرف بعد طريقه للانطلاق. بمحاذاة الأحياء السكنية المسيرة والحبوب والخوادرية والقدس وليراك، توجد مجموعة من الممرات السككية، يتكلف عدد من المستخدمين بحراسة بعضها، والتحكم في الحواجز الحديدية لمنع سائقي وسائل النقل من العبور خلال الفترات التي تمرّ فيها القطارات؛ غير أن الممرات الخاصة بالراجلين تبقى دون حراسة طوال النهار والليل، باستثناء ممر سفلي واحد بالقرب من المنطقة الأمنية لخريبكة. يونس البير، فاعل جمعوي وأحد القاطنين بالقرب من ممر سككي وسط مدينة خريبكة، قال إن تلك الممرات شهدت، في العديد من المناسبات، حوادث سير مميتة. وأضاف البير أن الأوضاع ما زالت مرشحة لتسجيل المزيد من الضحايا، قتلى ومعطوبين؛ ما دامت الممرات السككية غير محروسة، ولم تتدخل الجهات المعنية لتهيئتها بالشكل الذي يحفظ سلامة المواطنين. وأوضح المتحدث ذاته أن تلاميذ المؤسسات التعليمية القريبة يعبرون السكة الحديدية بسرعة، رغبة منهم في الوصول إلى مدارسهم في الوقت المناسب، معرضين بذلك حياتهم للخطر، خاصة في الفترات الصباحية التي تتميز بضعف تركيز الأطفال الذين استيقظوا للتو من نومهم، إضافة إلى الشبّان الذين يضعون على آذانهم سماعات تحول دون تمكنهم من سماع صوت القطار. وأورد يونس البير أن تهيئة الممرات السككية وسط مدينة خريبكة بات أمرا ضروريا، من أجل المساهمة في وضع حدّ لحوادث السير، منبّها إلى ضرورة التعجيل بإنشاء ممرات سفلية للراجلين وبناء قناطر عند ملتقيات الطرق والشوارع مع السكك الحديدية، على غرار الممر السفلي الوحيد بحيّ المدينة القديمة والقناطر الثلاث التي باتت غير كافية لتسهيل حركة السير والجولان. المهدي عسال، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخريبكة، شدد على أن أكثر الممرات السككية خطورة توجد بالقرب من الثانوية الإعدادية المسيرة ومدرسة الشهيد الكوس الابتدائية، حيث يستعمله التلاميذ والتلميذات للتنقل بين مقرات السكنى وبين المؤسسات التعليمية التي يتابعون بها الدراسة، دون أن تتدخل الجهات المعنية لتهيئة الممر، حفاظا على سلامة المتمدرسين وصونا لحقهم في الحياة باعتباره الأسمى ضمن حقوق الإنسان. وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن تلاميذ المدرسة الابتدائية لا يزالون صغارا ولا يستوعبون خطورة العبور السريع لممر سككي غير محروس؛ وهو ما يتسبب بين الفينة والأخرى في وقوع حوادث سير مميتة، نتيجة عدم انتباه المارة من جهة، وغياب الحراسة المفروضة بمثل تلك الأماكن الخطيرة، مطالبا بضرورة التعجيل بإعطاء انطلاقة أشغال تهيئة الممرات في أقرب وقت. من جهته، أوضح محمد عفيف، نائب رئيس المجلس الجماعي لخريبكة، في تصريح لهسبريس، أن المجلس الجماعي وقّع، قبل حوالي خمس سنوات، اتفاقية شراكة بين المكتب الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للسكك الحديدية، من أجل تهيئة الممرات السككية الواقعة بالمجال الحضري للمدينة؛ وهو ما دفع الشركاء إلى وضع الاعتمادات المالية المرصودة رهن إشارة ال ONCF، باعتباره الجهة المشرفة على المشروع، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد لأسباب مجهولة.