لم يُثر مرشح لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية من الجدل والسجال أكثر مما أثاره دونالد ترامب، المرشح عن الحزب الجمهوري، والذي يأمل في أن يلج البيت الأبيض بآرائه الخاصة والمثيرة للجدل في عدد من الملفات، والتي جعلت البعض يصفونه بالمتهور والمغرور. ترامب، الذي رأى النور أول مرة في صيف 1946 في حي "كوينز" لمدينة نيويوركالأمريكية، عُرف بأنه كان طفلا متمردا؛ حتى أن والده اضطر إلى إخراجه من المدرسة، بعد أن اعتدى على أحد المدرسين وأدخله الأكاديمية العسكرية في نيويورك، على أمل أن يقوم الانضباط العسكري سلوكه. وقال الطبيب ستيف ناختيجال، والذي عانى من وقاحاته، إن دونالد الصغير كان "ثرثارا كبيرا" ويهوى "التلفظ بالكلمات النابية على كل المستويات"؛ لكن دونالد ترقى في الأكاديمية العسكرية حتى وصل إلى رتبة نقيب عام 1964، وقال لأحد تلاميذه: "يوما ما سأصبح مشهورا". وفي عام 1968، حصل دونالد على شهادته الجامعية في الاقتصاد من كلية وارتون - جامعة بنسلفانيا، ليصبح المفضل لدى والده ليخلفه على رأس شركته العائلية "إليزابيث ترامب وابنها" المتخصصة في بناء مباني للإيجار من قبل أبناء الطبقة المتوسطة في مدينة نيويورك. وبدأ ترامب يبحث عن إكمال الشهرة التي حققتها مشاريعه الرنانة التي صنعها بمدحه لنفسه، مستخدما نصف الحقائق فقط، وعلاقته المتوترة مع الصحافة؛ وهو ما فسره ترامب، رجل الأعمال الناجح والسياسي "المبتدئ"، في كتابه "فن المفاوضات"، الذي يعد ضروريا لفهم شخصيته. وأقام الملياردير الأمريكي إمبراطورية اقتصادية تتضمن فنادق وملاعب غولف وكازينوهات؛ ولكن أربعة من هذه الكازينوهات أعلنت إفلاسها على الرغم من تفاخر ترامب ب"النجاح" الذي حققته، في الوقت الذي تبلغ فيه ثروته وفق "فوربس" زهاء 4 مليارات ونصف مليون دولار. تزوج ترامب ثلاث مرات وطلق مرتين تناول الجميع أخبارهما، إحداهما مع عارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيكوفا عام 1991، والثانية مع الممثلة الأمريكية مارلا مابلس عام 1999، وتميزت حياته الشخصية بالكثير من التحولات مثل مسيرته المهنية وكانت مادة خصبة للصحافة. واشتهر ترامب في جميع أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب سيرته الذاتية التي تستحق أن تتحول إلى أحد سيناريوهات هوليوود، قبل أن يترشح للسباق الرئاسي ويخوض حملة انتخابية ملأتها الإهانات التي أججت مشاعر الغضب ضده وسط الطبقة السياسية في واشنطن. ومنذ إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية في يونيو العام الماضي، وحتى قبل يومين من إجرائها، لا يزال المرشح الجمهوري ترامب يثير جدلاً محلياً ودولياً في ظل خطاباته الحادة ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو تصريحاته العنصرية ضد المسلمين. ولم تتوقف تصريحات ترامب العنصرية عند حد المسلمين؛ ولكن امتدت إلى المهاجرين، حيث اقترح بناء جدار عازل على حدود الولاياتالمتحدة مع المكسيك، لمنع وصول المهاجرين غير الشرعيين وإنهاء تدفق اللاتينيين إلى أمريكا؛ وهو أمر أثار سخرية الحكومة المكسيكية وغضبها.