على بُعْد أيّام من انطلاق مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ بمدينة مراكش، عادَ سكانُ دواويرَ بإقليم اشتوكة أيت بها إلى توجيه مراسلات إلى المسؤولين المعنيين، يُطالبون فيها بعدم الترخيص بتمديد وتوسعة مقلع تُشرف عليه شركة خاصة بمنطقة "إمي مقورن"، وقالوا إنّه يشكّل خطرا على البيئة وعلى الصحة النفسية والجسديّة للسكان المجاورين. جمعية بييزاج، الناشطة في مجال الدفاع عن البيئة في مدينة أكادير، التي توصّلت بشكاية من السكان المتضررين، أعدّتْ تقريرا، بناء على مُعايَنة ميدانيّة أثناء عمليّة التفجير التي تُستعملُ فيها موادُّ متفجّرة قوية لكسْر الصخور، أوردت أنَّ مقالع الأحجار الموجودة بكثرة بإمي مقورن "تخلّف أضرارا مادّية وبيئية بليغة على الطبيعة وعلى السكان. وطالبت الجمعية بالإنصات للسكّان المنتمين إلى دواوير إكّي وانو وسيدي بومزكيد وإمي مقورن وبأخذ اعتراضاتهم على الترخيص لمقلع الأحجار وإعمال سلطة القانون، مشيرة إلى أنَّ المُتابعة البَعدية لتأهيل المقالع القديمة بالمنطقة لا تتمّ وفقَ دفاتر التحمّلات ولا وفق دراسة التأثير على البيئة، حسب ما جاء في التقرير الذي توصلت به هسبريس. وحسب الشكاية التي توصلت بها الجمعية من لدن السكان المتضررين، فإنَّ المقلعَ الذي يطالبون بعدم الترخيص بتوسعته وتمديده لا يبعد إلا بحوالي 400 متر عن الدور السكنية، في حين أنه لا تفصله سوى بضعة أمتار عن الأراضي الفلاحية. وكان السكّان المتضررون قد وجّهوا رسائل في هذا الشأن شهور أكتوبر الماضي إلى كل من والي جهة سوس ماسة، وعامل عمالة اشتوكة أيت بها، ومندوب المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل باشتوكة آيت بها. ويقول السكان في الشكايات الموجهة إلى المسؤولين المعنيين إنهم يعانون من انتشار أمراض الربو والحساسية وأمراض تنفسية أخرى بسبب تطاير الغبار بالقرب من التجمعات السكنية، وتشقق جدران المنازل والدور السكنية والمطفيات، واختفاء المياه الجوفية نتيجة اهتزازات الانفجارات القوية. كما أنَّ الفلاحة بالمنطقة تضرّرت بسبب الغبار الأبيض المتطاير من المقالع، الذي يؤثر سلبا على جودة التربة ويهدد النشاط الرعوي وكذا غابات شجر الأركان. وتقول جمعية بييزاج لحماية البيئة إنَّ العديد من المقاولات التي تستغلُّ مقالع الأحجار التي توجدُ في منطقة إمي مقورن لا تَفي بالتزاماتها القانونية في تأهيل ما خلّفتْه عملية الاستغلال، معتبرة أنَّ الدمار الذي يخلّفه استغلال مقالع الأحجار "يحتاج إلى مئات السنين لاستصلاحه، ويُهدّد مستقبل الأجيال بالعالم القروي". وطالبت بييزاج وزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات ووزارة التجهيز والنقل بالتطبيق الفعلي لمضمون خطاب الملك في افتتاح البرلمان، لتخليق الإدارة وتعزيز آليات المراقبة والمحاسية؛ وذلك بفتح تحقيق في مدى احترام مقالع الأحجار الموجودة باشتوكة أيت بها لشروط حماية البيئة. كما طالبت الجمعية، حسب ما جاء في التقرير، ب"فتح تحقيق من طرف القطاعات الوزارية الثلاثة، في علاقة مستغلي مقالع الأحجار بالمنطقة، بموظفين بعمالة اشتوكة أيت بها، وبمنتخبين بالجماعة القروية لإيمي مقورن، ومصالح إدارية أخرى لا تعمل على تطبيق القانون، وكذلك مآل أموال ومداخيل طائلة تُحرم منها الجماعة أمام استنزاف مستمر للطبيعة بشكل يومي وبكميات ضخمة". بييزاج قالت، في تقريرها، إنَّ جماعة إمي مقورن باشتوكة أيت بها تُعتبر أغنى جماعة قروية في المغرب، حيث يوجد بها مصنع إسمنت أُحدث قبل سنوات قليلة؛ "لكنَّ مداخيله لا تظهر على الدواوير والقرى المقهورة"، مؤكّدة "أنَّ تفريخ مقاولات المقالع العائلية بالمنطقة التي لا تزيد المنطقة إلا دمارا وترديا بيئيا وتنمويا على كافة الأصعدة".