نعت لجنة عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب وفاة خديجة الشاو، أمّ المناضل النقابي والسياسي الحسين المنوزي، موردة أن المرحومة، التي وضع جثمانها الثرى بداية الأسبوع بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، كانت تنتظر عودة ابنها منذ اختطافه في تونس يوم 29 أكتوبر 1972. وصادف يوم وفاة الشو "الاحتفال باليوم الوطني للمختطف، والذكرى ال44 لاختطاف ابنها الحسين من العاصمة التونسية، ونقله في الصندوق الخلفي لسيارة دبلوماسية"، يقول بلاغ اللجنة الذي توصلت به هسبريس، قبل أن يشيد بمناقب وخصال "أم شجاعة وامرأة صبورة". وأفاد المصدر بأن الشاو هي ابنة الشهيد محمد الشاو أكنكاي، الذي اغتالته القوات الاستعمارية أثناء معركة أيت عبد الله سنة 1934"، متابعا بأن "الراحلة امرأة استثنائية تعرضت لكل أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وخاضت نضالا متميزا ومتواصلا، من أجل الحق في الحياة لكل المختطفين دون استثناء". ووفق المصدر عينه، فإن خديجة الشاو ساهمت في كل المبادرات النضالية لعائلات المختطفين والمنظمات الحقوقية المغربية، دفاعا عن الحق والعدالة وتحري حقيقة ما جرى، باعتبار أن هذه الحقيقة هي إحدى الركائز الأساسية للعدالة الانتقالية، وركن مؤسس لعدم التكرار. وأكدت اللجنة ذاته أن خديجة الشاو "رفضت مقايضة الحقيقة الكاملة حول مصير ابنها الحسين بمقترح هيئة الإنصاف والمصالحة بالتعويض المالي، ووقفت ضد إرادة السلطات بطمس الحقائق عندما سلمها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان شهادة وفاة مزورة في محاولة يائسة لإغلاق الملف". ولم تتوان الأم خديجة في تقديم الأدلة التي تمكن من القيام بتحريات جدية لتحديد مصير الحسين، تضمنتها الشكاية التي قدمتها إلى وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بسلا والتي تلتمس فيها الاستماع إلى الشهود وإصدار قرار قضائي بالتحفظ على مركز الاعتقال "ب ف 3" بالرباط؛ لكن العدالة قررت عدم متابعة التحقيق في الموضوع". ورزئت الشاو بفقدان رفيق دربها الحاج علي المانوزي الذي توفي في 26 فبراير 2014، وهو شقيق سعيد المانوزي، العضو الفاعل والرئيسي في خلية الشهيد محمد الزرقطوني بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، وهو كذلك شقيق المختطف إبراهيم المانوزي، الرائد في صفوف جيش التحرير المغربي الذي أعدمه الجنرال أوفقير بدم بارد في صيف 1971 بعد أن أقحمه في أحداث الصخيرات.