رغم المتابعة الكبيرة التي يحظى بها خبير التغذية محمد الفايد من طرف المغاربة، إذ يحرص على توضيح أسس التغذية الصحية والمتوازنة، إلا أن الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أبدى حنقا وأسفا كبيرين لما أسماه "تجاهل مسؤولين وزاريين له ولعلمه". وتساءل محمد الفايد، الذي حظي بتكريم من لدن الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، عرفانا بمجهوداته في ميدان توعية المستهلك المغربي عبر مقالات علمية وبرامج تلفزية وإذاعية، بحرقة بادية، عن السبب وراء ما أسماه "تجاهله من وزارات الصناعة والتجارة، والفلاحة والصيد البحري، والبيئة". وقال الفايد، الذي بدا عليه التأثر: "أكثر ما سبب جرحا في قلبي أن يتم تفاديَّ من طرف المسؤولين"، وزاد: "لماذا يتفادونني، "واش فيا الجدام؟" أنا خبير محلف"، معتبرا أن "حب الناس ورضاهم دافع قوي للاستمرار". وأبرز المتحدث ذاته أن الدفاع عن حقوق المستهلك ليس بالأمر الهين في المغرب، وزاد موضحا: "تمت معاقبتي بسبب آرائي حول الملفات المتعلقة بالاستهلاك والمواد الغذائية رفقة مناضلين كثر، من بينهم رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك بوعزة الخراطي"، وأضاف: "لهذا الملف ثمن باهظ ودواؤه الصبر". وعرج الأستاذ الباحث في معهد الزراعة والبيطرة على موضوع "القمح" الذي أثار جدلا قبل سنوات، قائلا إنه رفقة آخرين "تلقوا تهديدات بالاعتداء عليهم في حال الامتناع عن التوقيع، خاصة أن الصفقة مقدرة بتسعة ملايير درهم"، ومشيرا إلى أن جهات عديدة رفعت دعاوى قضائية ضده. وأشار الفايد إلى أن المغرب يزخر بعلماء وخبراء أكفاء، وإلى أنه كان يتصدى لعدد من المغالطات التي لا تمت للعلوم بصلة، آخرها إشاعة تسبب التين الشوكي بأمراض فيروسية وبأورام سرطانية بسبب اللون الأحمر الذي اعتلى أوراقه، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمرض معروف يصيب "الضَّركة" بعيدا عن الفاكهة، ولا ضرر في تناوله.