أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا عبد الحفيظ غوقة أن المجلس لديه "معلومات موثقة ومستندات" تدين الجزائر في دعمها لنظام العقيد القذافي من خلال إرسال مرتزقة، رغم تأكيده أن العلاقات بين الجزائر والمجلس الانتقالي ستصبح "أقوى" في الأيام القادمة. وقال عبد الحفيظ غوقة في مقابلة نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية الثلاثاء "نحن لدينا معلومات موثقة ومستندات تفيد بأن طائرات عسكرية تنتمي إلى الطيران الجزائري قامت برحلات يومية إلى أربعة مطارات عسكرية منها مطار سبها ومعيتيقة وبنينة". وتساءل "ما الذي كانت تفعله تلك الطائرات في أوج وذروة الأحداث الليبية؟". وتابع "نحن لدينا قتلى جزائريون معروفون بالاسم، كانوا ضمن كتائب القذافي يقاتلون الشعب الليبي، وكذلك أسرى ضمن آلاف الأسرى من مختلف الدول العربية والمجاورة". ونفت الجزائر مرارا عبر وزارة الخارجية هذه الاتهامات واتهم رئيس الوزراء احمد اويحيى المغرب بترويجها. وقال احمد اويحيى إن "اللوبي الرسمي لجيراننا في المغرب يقيم قيامة في واشنطن باننا نرسل مرتزقة وأسلحة نحو الجارة ليبيا". وردا على ذلك قال غوقة "نحن لم نصدق ادعاءات مغربية مهما كان نوعها، ولا نعتمد على أي معلومات تأتي من المغرب أو أمريكا، بل نملك مستندات حول دخول سيارات رباعية الدفع من الجزائر لمساندة كتائب القذافي، طائرات عسكرية، أسرى... لا نفتري على أحد". وكان قائد القيادة الامريكية لافريقيا (افريكوم) الجنرال كارتر هام برأ أيضا الجزائر من هذه التهم. وقال الجنرال هام "سأكون واضحا جدا. فانا لم اطلع على أي تقرير رسمي حول إرسال الجزائر لمرتزقة إلى ليبيا". ورد نائب رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا على ذلك بالقول "نتحدث عن الفترة الموافقة لأيام 17 و18 و19 (شباط/ فبراير)، نتحدث عن الأيام التي سبقت الحظر الجوي، وهناك لا علاقة لأفريكوم بما حدث في ليبيا". واخذ غوقة على الجزائر غموض موقفها وعدم إدانتها ما يتعرض له الشعب الليبي على يد نظام القذافي، واعتبر ذلك "غير مفهوم". وقال "يؤسفنا أن بعض الأشقاء العرب أيدوا القذافي في إبادة شعبه، واستغربنا موقف بعض الدول العربية ومنها الجزائر، التي بقي موقفها غير مفهوم على الإطلاق، تجاه إبادة همجية تتعرض لها ليبيا". ويأمل غوقة في الحصول على دعم الجزائر "قريبا وقبل سقوط القذافي"، مبديا ثقته بان العلاقات بين الطرفين "ستصبح اقوي في الأيام القليلة القادمة". وقال غوقة "نحن لا نريد اختلاق عداوة مع أي بلد كان فما بالك ببلد شقيق وجار مثل الجزائر".