من إقليمالجديدة، أطلقت إدارة المجمع الشريف للفوسفاط النسخة الحادية عشرة من قافلة "OCP" للحبوب والقطاني لفائدة فلاحي المنطقة، بهدف تحسيسهم بأهمية استعمال الأسمدة والاعتماد على الوسائل التقنية والعلمية الحديثة في جميع مراحل الزراعة. واستقبل أطر وخبراء المجمع الشريف للفوسفاط، بشراكة مع ممثلي وزارة الفلاحة والصيد البحري ومؤسسة "OCP"، بمعرض أقيم بجماعة أولاد حسين، العشرات من الفلاحين الذين شاركوا في ورشات حول عملية ومراحل الإنتاج الزراعي، فضلا عن زيارة مختبر خاص بتحاليل التربة. الحسين موغلي، اختصاصي في علوم التسميد والخصوبة، شدد خلال الجلسة الافتتاحية، التي حضرها ممثلو السلطات الإقليمية بالمنطقة، على ضرورة توفير الكميات اللازمة من الأسمدة والعناصر الحيوية، في مقدمتها "الأزوت والبوطاس والفوسفاط" لتحقيق المردودية المطلوبة من إنتاج الحبوب. ولفت موغلي، الذي بسّط مداخلته حول استعمال الأسمدة لفلاحي المنطقة، إلى أهمية تحليل التربة كمرحلة أولى تسبق أي عملية زراعية يقوم بها الفلاح، موضحا ذلك بالقول: "تحليل التربة ومعرفة عناصرها الأساسية يمكّن الفلاح من اقتصاد السماد والوقت والمال، وأيضا يساهم في تحسين الانتاجية بشكل عام". من جانبه أبرز كمال بلعباس، أستاذ باحث مختص في مسائل السقي للفلاحين، لضيوف قافلة "مؤسسة التراب" طرق التعامل مع أراضي البور الزراعية التي تتميز فرشتها المائية بالوفرة، في مقدمتها الحرث المبكر في الفترة التي تلي مباشرة عملية الحصاد، مشددا في السياق ذاته على كونها أول تقنية للمحافظة على الخزان المائي الذي تكتنزه التربة البورية. وأوضح بلعباس ما تعاني منه منطقة دكالة، التي نظمت فيها قافلة المكتب الشريف للفوسفاط، من منافسة الأعشاب الضارة للمحاصيل الزراعية، كنبتة "المدهون"، قبل أن يضيف أن الضرر الذي تسببه هذه الأعشاب قد يؤدي إلى ضياع حوالي 20 في المائة من الإنتاج، داعيا إلى اعتماد دورة زراعية من خلال تغيير طبيعة المواد المزروعة بشكل مستمر، عبر زراعة الحبوب والقطاني من فترة إلى أخرى. التأكيد على أهمية اعتماد التقنيات الحديثة والطرق العلمية في الزراعة للرفع من المردودية، عبرت عنه نجوى زيزي، مهندسة بالمكتب الشريف للفوسفاط مشرفة على برامج التنمية بالجهة، من خلال بسط نتائج الأبحاث والتجارب الحقلية التي أجرتها المؤسسة في ما يخص انتاجية الحبوب، والتي سارت جميعها في المنحى الإيجابي، بحسب المتحدثة ذاتها. وكشفت زيزي، خلال مداخلة لها ضمن أشغال الجلسة الافتتاحية، أن الفارق في الانتاجية الذي توصلت إليه الأبحاث بين طرق الزراعة التي توظفها مؤسسة "OCP" المعتمدة على التقنيات العلمية، وبين الطرق التقليدية للفلاحين، وصل في غالبية التجارب ما بين 25 و30 قنطارا من المساحة المزروعة.