موازاة مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى تنزانيا، أكد أوغوستين ماهيغا، وزير الشؤون الخارجية التنزاني، أن زيارة العاهل المغربي تعد "حدثا تاريخيا غير مسبوق" بالنسبة إلى هذا البلد الشرق إفريقي، مبديا أمله في أن تسفر الزيارة عن نتائج مثمرة. وقال ماهيغا، في تصريح للصحافة: "نحن من دون شك ممتنون لزيارة الملك، والتي ستمكن البلدين من ربط علاقات وثيقة وعميقة، مستندة في ذلك على العلاقات السياسية التي تجمع بين الملك وبين الرئيس جون ماغوفولي، والتي فتحت الباب أمام تعاون اقتصادي أوسع". وأفاد الدبلوماسي التنزاني بأنه سيتم خلال زيارة الملك التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجموعة من المجالات؛ من قبيل النقل الجوي، والسياحة، والبنيات التحتية، والطاقة، معبرا عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة الباب مشرعا أمام تدفق الاستثمارات المغربية في اتجاه جمهورية تنزانيا. وبخصوص افتتاح سفارة للمغرب في "دار السلام"، عقب تعيين الملك لسفير للمملكة بجمهورية تنزانيا، أكد ماهيغا أن بلده "يعتزم عما قريب فتح قنصلية عامة لتنزانيا بالمغرب"، موردا أن العلاقات السياسية بين المغرب وتنزانيا تعود إلى الستينيات في زمن الرئيس التنزاني الراحل جوليوس نيريري والملك محمد الخامس. في هذا السياق، استحضر المسؤول التنزاني الدعم الذي قدمته مجموعة الدارالبيضاء آنذاك لحركة التحرر الإفريقي، وكذا الدور الذي اضطلعت به التشكيلة الأممية المغربية لحفظ السلام بالكونغو، والتي حافظت على وحدة البلاد خلال السنوات الأولى من حصولها على الاستقلال. من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية التنزاني أن الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى الجمهورية تعيد إلى الواجهة حدثا وازنا في تاريخ هذا البلد الشرق إفريقي، والمتمثل في زيارة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة إلى سواحل البلاد منذ 685 سنة. وقال ماهيغا في هذا الصدد إن "زيارة الرحالة ابن بطوطة كانت بمثابة علامة وضاءة، ونحن نعتقد أن حلول الملك محمد السادس هذه المرة ببلدنا يدعونا إلى استحضار هذه الذكريات التي يتعين علينا توظيفها بحكمة، كعامل ربط حيوي يجمع بين المغرب بتنزانيا". وذكر الوزير التنزاني بأن ابن بطوطة، الذي كان مستكشفا وباحثا فذا، قام بزيارة جزيرة "كيلوا كيسيواني" الموجودة على السواحل التنزانية التي حل بها أيضا، مشيرا إلى أن مرور الرحالة المغربي ب"كيلوا كيسيواني" التي كانت في تلك الفترة مركزا ثقافيا محوريا، ظل محفورا في الذاكرة وأضحى حدثا يدرس في مقررات وكتب التاريخ. وأضاف ماهيغا أن "ابن بطوطة مر من تنزانيا قبل رسو سفن الأوروبيين بسواحل شرق إفريقيا، حيث إن المستكشف البرتغالي فاسكو ديغاما ظل عندما زار المنطقة منبهرا بالإرث الذي خلفه الرحالة والمستكشف المغربي بجزيرة كيلوا"، ليخلص إلى أن زيارة العاهل المغربي "تحثنا على استحضار تلك الذكريات القيمة". ومن جهته، قال عبد الإله بنريان، سفير المغرب بدار السلام، إن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس لجمهورية تنزانيا تشكل نقطة فارقة في العلاقات التي تجمع المملكة بهذا البلد الشرق إفريقي"، واصفا الزيارة بكونها "تاريخية بجميع المقاييس، وذلك لكونها الأولى منذ اعتلاء الملك عرش البلاد". وأضاف الدبلوماسي المغربي "يحذونا الأمل في أن تتمكن دبلوماسية الملك محمد السادس من استعادة المكانة التي لطالما حظي بها المغرب داخل إفريقيا"، مؤكدا أن "الغاية تتمثل في النهوض بعلاقات الأخوة والتعاون والتضامن، لا سيما مع دول شرق إفريقيا، على جميع الأصعدة".