كلما تعلق الأمر ببحث مسؤولي أحد الأندية الوطنية أو الاتحادات العربية عن مدرب جديد يلعب دور "القائد المنقذ"، تجد اسم الإطار التونسي فوزي البنزرتي يعتلي لائحة المرشحين لتولي هذه المهمة، سواء كانت هذه الأخبار صحيحة أو مجرد شائعات من محيط المدرب السابق للرجاء البيضاوي لإنعاش أسهمه في بورصة المدربين،التي ارتفعت بشكل صاروخي بعد "الإنجاز" الذي أوصل فيه "النسور" إلى نهائي "الموندياليتو" عام 2013. وباتت الصحافة التونسية حذرةً بشكل كبير في تعاطيها مع أخبار العروض التي "تتهاطل"، بين الفينة والأخرى، على البنزرتي، تارةً من الرجاء البيضاوي، وتارةً من الوداد، ومرة من الاتحاد الليبي، ومرة أخرى من الجيش الملكي، ليتأكد في النهاية أن لا شيء من ذلك كان، وأن الأمر لم يتعد اقتراحا من بعض المسؤولين على هذه الأندية وفقاً للصورة التي ظهر بها المدرب الحالي للنجم الساحلي وهو يقود الرجاء البيضاوي في نهائي "ملكي"، قبل أن يتراجع المسؤولون أنفسهم عن فكرة تنصيبه مدرباً عندما يتعمقون في دراسة سيرته ويتتبعون تطورات فكره التكتيكي ليجدوه مدرباً متوسطاً، لا يستحق الضوء الذي يسلط عليه كلما تعلق الأمر بحاجة مكتب مسير إلى مدرب جديد يقود فريقه وينقذه من التيه. وغدَا البنزرتي أول اسم يطرح على طاولة الأندية المغربية الكبيرة لتعويض "المعفيين" من مهامهم، لتنتشر بذلك شائعات الأرقام الضخمة التي تخدم الرجل افتراضياً في سوق المدربين، لكن دون أن يتحقق تعاقده مع أي من هذه الأندية؛ إذ مباشرةً بعد مغادرته الرجاء البيضاوي "غاضباً"، لم يبرح مكانه على رأس الإدارة الفنية للنجم الساحلي. ويعتقد البعض ممن يصنفون البنزرتي من بين أفضل المدربين في تاريخ الكرة التونسية، باعتباره المدرب الأكثر تتويجاً هناك، أن الرجل قد تغير؛ حيث أصبح تفكيره ماديا بالدرجة الأولى، الأمر الذي يجعله لا يكترث لارتباطاته وعقوده الرسمية، بل يسارع إلى البحث لنفسه عن فريق قد يدفع له أكثر وهو على ذمة فريق آخر، ما أثر بشكل آلي على عطاءاته التكتيكية وحلوله الفنية، كما أن رفضه الانتقاد، وردود فعله المثيرة للجدل تجاه الصحافة، وعناده الذي يفوت على الأندية التي يدربها ألقاباً ثمينة، جعلت منه مدربا استثنائيا رغما عن أنف الجميع. ولعل الطريقة التي خرج بها نادي النجم الساحلي من مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في نسختها الجارية، على يد نادي تي بي مازمبي الكونغولي، من الدور النصف النهائي، قد أظهرت جلياً جانباً من عناده الذي فسره البعض بكونه "سكرات موت تكتيكي لدى المدرب فوزي البنزرتي"، الذي لقي انتقادات لاذعة حملته مسؤولية الإقصاء وحرمان أنصار الفريق من نشوة التتويج القاري للمرة الثانية على التوالي. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com