مباشرة بعد افتتاح الملك محمد السادس أولى دورات السنة التشريعية الأولى من الولاية العاشرة، طفت على السطح صورة جديدة في المؤسسة البرلمانية، وهي "العائلات البرلمانية" التي دخلت المؤسسة بأكثر من اسم بعد انتخابات السابع من أكتوبر الجاري. وبين أعضاء ينتمون إلى الأسرة الواحدة بمجلس النواب، الذي أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية، وآخرين ينتمي بعضهم إلى مجلس المستشارين، سُجّل وجود أسر ستؤثث المؤسسة التشريعية في السنوات الخمس المقبلة. وكشف افتتاح البرلمان أن هناك نتائج لم يتم إعلانها من طرف وزارة الداخلية، وهي تلك التي تهم حصاد العائلات البرلمانية، التي بدا التقارب بين أفرادها كبيرا في أولى الجلسات المشتركة بين المجلسين، والتي افتتحها الملك. وبدا واضحا حرص العربي المحرشي، المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، تتبع خطوات ابنته التي لم يتجاوز عمرها 21 سنة، وئام المحرشي، التي اكتسبت الصفة البرلمانية بدائرة وزان، وهو الأمر الذي أثار كثيرا فضول النواب والصحافيين على وجه التحديد. وكان فوز وئام المحرشي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، بمقعد بمجلس النواب، فرصة لها لتجاور والدها العربي المحرشي، عضو مجلس المستشارين، عن الحزب نفسه، لتزكي بذلك حضور عائلتها بالمؤسسة البرلمانية في السنوات الخمس المقبلة. من جهة ثانية، دخلت عائلة شباط إلى المؤسسة البرلمانية باسم جديد هو نوفل شباط، عن لائحة "شباب الميزان"، ليكون إلى جانب والده، الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط؛ وذلك بعد مغادرة والدته فاطمة طارق للمؤسسة البرلمانية. حزب العدالة والتنمية لم يكن استثناء في ما يخص الأسر التي دخلت إلى البرلمان مجتمعة، إذ التحقت بثينة قروري، التي كانت وصيفة وكيلة اللائحة الوطنية ل"حزب المصباح" بزوجها في الغرفة الثانية عبد العالي حامي الدين، الذي سبق له ضمان المقعد البرلماني في مجلس المستشارين سنة 2015. عائلة الشعبي كان لها نصيب كبير من الحضور البرلماني، بعد مغادرة رب العائلة ميلود الشعبي، ليخلفه ابنه فوزي الشعبي، الذي استطاع أن يكسب المقعد البرلماني بدائرة القنيطرة، في وقت استطاعت أخته أسماء الشعبي، باسم حزب الأصالة والمعاصرة، الحصول على مقعد بمجلس النواب بدائرة الصويرة. أما عائلة الراضي، النافذة في جهة الغرب، فتمكنت ثلاثة أسماء منها من الحفاظ على مقاعدها بمجلسي النواب والمستشارين، إذ وحد الخطاب الملكي اليوم الجمعة الأسرة المنتمية سياسيا إلى كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ممثلا بعبد الواحد الراضي، أقدم برلماني في تاريخ المغرب، إلى جانب ياسين الراضي، الذي اكتسب الصفة البرلمانية باسم حزب الاتحاد الدستوري، الذي استطاع أن يجاور والد إدريس الراضي، المستشار البرلماني عن "فريق الحصان" بالغرفة الثانية. وعلاقة ب"حزب الحصان"، فقد تمكن رئيس الفريق السابق الشاوي بلعسال من الحصول على مقعد برلماني، لكن نتائج 7 أكتوبر، وافتتاح البرلمان الحالي، أكدته أنه سيكون في المؤسسة التشريعية إلى جانب ابنه كريم الشاوي. من جهتها أدخلت الحركة الشعبية عائلات تنتمي إليها، وذلك بعد فوز عادل السباعي، عن "حزب السنبلة"، بمقعد بمجلس النواب بدائرة أسفي، ليجاور والده مبارك السباعي، عضو مجلس المستشارين عن الحزب نفسه. وعزز "حزب الميزان" حضور عائلته الانتخابية، وذلك بعدما أعلن فوز علي قيوح بمقعد بمجلس النواب، ليجاوز ابنه عبد الصمد قيوح، عضو مجلس المستشارين، بالإضافة إلى فوز عزيز لشهب، عن الحزب نفسه، بمقعد بمجلس النواب بدائرة وزان، ليجاور أخاه محمد لشهب، عضو مجلس المستشارين، وحمدي ولد الرشيد بمدينة العيون، الذي استطاع صهره ميارة الشيخ دخول البرلمان كوكيل للائحة "شباب الميزان". الأصالة والمعاصرة زاد من حضور العائلات الانتخابية من خلال عبد اللطيف وهبي، الفائز بمقعد في مجلس النواب بدائرة تارودات الجنوبية، رفقة أخيه حميد وهبي، الذي فاز بدائرة أكادير عن الحزب نفسه، إضافة إلى فوز هشام المهاجري بمقعد بمجلس النواب باسم "البام" بدائرة شيشاوة، ليجاور عبد الإله المهاجري، عضو مجلس المستشارين، بالإضافة إلى فوز جميلة عفيف ذات المقعد البرلماني بالغرفة الأولى والتي تجاور زوجها الحبيب بن الطالب، عضو مجلس المستشارين.