يتوقع أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة رسمية إلى كل من دول رواندا وتانزانيا وإثيوبيا خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك حسب ما تداولته بعض المنابر الإعلامية في الآونة الأخيرة وأشارت تقارير إعلامية إلى زيارة مرتقبة للملك هي الأولى من نوعها إلى الجزء الأنغلوساكسوني من القارة الإفريقية، والذي يدور في فلك دولة جنوب إفريقيا المعروفة بعدائها للمغرب ووحدته الترابية، بهدف تحقيق اختراق اقتصادي وسياسي كبير يمكن المملكة من تعزيز علاقاتها الثنائية مع هذه البلدان، والحصول على مواقف داعمة لقضية الصحراء. وغابت البلدان المذكورة عن معسكر الدول ال28 المرحبة بقرار عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، بعد انسحاب المملكة من "الوحدة الإفريقية" سنة 1984. كما لم توقع على الملتمس الذي رفعته دول، ينتمي أغلبها إلى غرب القارة، إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي بشأن المطالبة ب"طرد جبهة البوليساريو" من المنظمة. ويرى المساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، أن هذه الزيارة في حال ما تمت؛ فإنها ستشكل "امتدادا للهندسة الدبلوماسية الجديدة المعتمدة على المردودية والتي انطلقت منذ الإعلان عن عودة المملكة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي"، معتبرا إياها "خطوة ذكية تدخل في إطار سياسية برغماتية بعيدة كل البعد عن الأسلوب الانفعالي الذي كان معمولا به سابقا"، على حد تعبيره. وأبرز العجلاوي، في تصريح لهسبريس، أن كل الظروف مواتية من أجل تموقع قوي للمغرب على المستوى السياسي بعد أن تمكن من ذلك اقتصاديا، موضحا ذلك بالقول: "الآن، هذه الخطوة الدبلوماسية تختم المقاربات الاقتصادية والمالية التي نهجها المغرب منذ سنوات بتحقيق اختراق مالي في الأسواق الإفريقية، حيث يتوفر على أبناك ومؤسسات مالية في أزيد من 40 دولة بالقارة السمراء". ولفت الخبير في الشؤون الإفريقية الانتباه إلى كون السفراء الذين عيّنهم الملك أخيرا في الدول الإفريقية تضمنت أسماء جرى تعينها في هذه الدول؛ منها تنزانيا والموزنبيق وروندا وإثيوبيا التي يرتقب أن يزورها الملك. وتشكل هذه التعيينات، حسب المتحدث ذاته، "نوعا من التناغم بين المقاربة الدبلوماسية المغربية في دول إفريقيا الجنوبية ودول شرق إفريقيا وبين الزيارات الملكية في إفريقيا". وأكد العجلاوي ضرورة استغلال المملكة لقوتها الاقتصادية من أجل تعزيز حضورها، فضلا عن تحقيق اختراق ديني كما فعل سابقا في دول إفريقيا الغربية، في هذه الدول التي تعرف تغلل المد الشيعي الإيراني، إلى جانب الحضور الأسيوي الصيني؛ وهو ما "سيضع المغرب في منافسة قوية مع هذه القوى من أجل إثبات الحضور"، وفق المتحدث ذاته.