أناقة ظاهرة.. تقاسيم جميلة.. نعومة فائرة.. شكل جذاب.. هي ليست عارضة أزياء، ولا سيدة أعمال، ولا حتى نجمة سينمائية.. إنها قائدة سياسية يسارية تسري الثورة السلمية في دمائها منذ أن ترعرعت في كنف زعيم اليساريين محمد بنسعيد آيت إيدر قبل 13 عاما وإلى اليوم، وهي على رأس "الحزب الاشتراكي الموحد"، ووكيلة اللائحة الوطنية لفيدرالية اليسار. منيب "الكازاوية" جاءت إلى هذه الدنيا في 14 فبراير 1960، وكأن هذا الشهر تحديدا له علاقة خاصة بحياتها، فيه ولدت وفيه عرف المغرب حراكا اجتماعيا تاريخيا ممثلا في "شباب 20 فبرابر"، طالبوا بمحاربة الفساد والاستبداد، فكانت لهم منيب خير داعم، وأفضل مدافع، لإيمانها العميق بضرورة إرساء الملكية البرلمانية. منيب، الأم لثلاثة أطفال والأستاذة الجامعية لمادة البيولوجيا، استطاعت بشهادة الكثيرين أن تضخ دماء جديدة في أوصال اليسار المغربي الذي اقتحم العمل السياسي ويحاول ولوج البرلمان، ممثلا في الحزب الاشتراكي الموحد؛ حيث يلاحظ بشكل واضح الدينامية التي بات يتمتع بها هذا التوجه. منيب لا تفكر كثيرا قبل إطلاق قذائفها على العديد من مكونات المشهد السياسي والحزبي، فهي لا تهادن أحدا، ولا تجامل أحدا، فقد علمها اليسار ألاّ تحابي من تسميهم "أدوات المخزن" التي تطيل عمر الاستبداد في البلاد، فإخوان بنكيران نعتتهم بالرجعيين، ورفاق العماري وصفتهم بالمافيا. المعجبون بمسار منيب، الذين يعتبرونها زعيمة يسارية كفيلة بتحقيق "الخط الثالث البديل" لحزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، يرون فيها "رسالة"، رمز "فيدرالية تحالف اليسار" المكونة من ثلاثة أحزاب، إلى ملايين المغاربة تضم وعودا بالأمل في بناء "ديمقراطية حقيقية غير صورية"، وفق تعبير أنصار هذه القيادية. وبالمقابل لا يجد البعض في السيدة اليسارية سوى "جعجعة بلا طحين"، و"قول بلا فعل"، و"شعارات جوفاء" سرعان ما تتحول إلى سراب بمجرد ما يدخل اليساريون قبة البرلمان وكراسي الحكومة الوثيرة، بل هناك من ينعتها ب"الطوباوية التي لا مجال لها في بلد ينام ويستفيق على الواقع، لا على شعارات اليسار البائدة"، بحسب خصومها.