بهدوئه البارد ولباقته في الحديث، يقود محمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري "حصان طروادة"، مثبل "إبيوس" الإغريقي الذي بنى حصانا خشبيا ضخما أجوفا، نحو دخول بوابة الانتخابات التشريعية، آملا في أن يحوز على مقاعد تشفع له المشاركة في الحكومة المقبلة. وتراود ساجد أحلام ملامسة أعتاب "المشور السعيد" بولوج مقر رئاسة الحكومة في تواركة بالرباط، كما يمني النفس بأن يسارع "الحصان" الخطى نحو تحقيق نتائج مفاجئة في هذا الاقتراع، تأسيا بتجربة حزبه الذي حقق نجاحا كبيرا في الانتخابات التشريعية لعام 1984، وشارك منذ تأسيسه في الحكومات المتعاقبة إلى حدود سنة 1998. رجل الأعمال هذا ذو الملامح الهادئة، ابن منطقة الشاوية التي رأى في هضابها النور أول مرة سنة 1948، والذي ينحدر من أصول أمازيغية، يسعى إلى إعادة "أمجاد" الحزب، والمشاركة بقوة في الحكومة المقبلة، غير أن ذلك لن يتأتى له إلا بتحقيق مقاعد تتيح له هذا الحضور، وهو ما يستبعده البعض بالنظر إلى أوضاع الحزب الراهنة. وغالبا ما يبدي ساجد تفاؤلا كبيرا حيال مستقبل حزبه حتى في الفترات الحالكة، مستندا في ذلك على تجربته الميدانية الكبيرة في إدارة الأعمال، وأيضا في تدبير شؤون مدينة عملاقة مثل الدارالبيضاء، وهو ما عزز لديه النفس الطويل الذي يبدو لخصومه عجزا وتسويفا، ولأنصاره أناة وتؤدة. ساجد الذي لا يوازي هدوءه الثلجي سوى فورة المشاكل التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، يسعى جاهدا إلى إصلاح ما أفسده عطار الزمن في جري "الحصان"، وهو يرغب في لجمه إلجاما، ودفعه دفعا نحو نهاية خط السباق، ويعلم جيدا أن أحصنة أقوى لاشك أنها تسبقه. وبذكائه الذي لا يخفى على كل من تعامل معه في السياسة والتدبير، كما في إدارة الأعمال، وبدبلوماسيته التي تكاد تصل إلى "لغة الخشب" أحيانا، يحاول ساجد جاهدا أن يطور أداء حصانه إلى الأمام في ملعب بات يسع أحزابا قليلة، نائيا بنفسه عن السجالات العقيمة، لكن أيضا دون أن تكون له تلك القوة في الحضور وتسجيل المواقف.