لا يفقد الأمل في أن يعود حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يقود سفينته منذ دجنبر من سنة 2012، إلى سابق توهجه وإشعاعه داخل المشهد السياسي والحزبي بالبلاد، وكما شارك وزيرا للعلاقات مع البرلمان في حكومة التناوب التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي، فإنه يسافر بنفسه إلى "زمن التناوب الثالث". إدريس لشكر، الذي ولد بالرباط سنة 1954، وشغل منصبا وزاريا في الفترة بين 2010 و2012، نال وصفا بات لصيقا به، وهو "الزعيم المحنك"، الذي نعته به الملك محمد السادس، عندما انتخب على رأس حزب "الوردة" قبل أربع سنوات، وكان يقصد به التجربة التي كونها ضمن رصيده السياسي والحزبي. وصف "الزعيم المحنك" أخذه خصوم لشكر بشكل عكسي، وصاروا يلمزونه به في إشارة إلى شكله الخارجي، بيْدَ أن الرجل لا يولي لمثل هذه الأمور اهتماما كبيرا؛ حيث يحاول إعادة بناء الحزب بعد الزلزال الذي أصابه بانشقاق قياديين عن "الوردة"، ما حوله إلى "مطفئ للحرائق" داخل البيت الاتحادي. مناوئو "الزعيم الاشتراكي" لا يرونه ململما لشتات حزب المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد، بقدر ما يتهمونه بالتسبب في تشتيت شمل الاتحاديين، وبأنه من كان وراء تفريغ الحزب من كفاءاته وطاقاته، بالنظر إلى طريقته الستالينية، نسبة إلى الديكتاتور ستالين، على حد نعت رئيس الحكومة. صوت لشكر الجهوري سيف ذو حدين، فهو يمنح للرجل كاريزما وقوة في طرح أفكاره السياسية والحزبية، والدفاع عنها بكل ما أوتي من "صوت"، ما يتيح له تسجيل نقاط كثيرة على خصومه الكثيرين، لكنه أيضا صوت يخلق له المتاعب؛ إذ يراه البعض وسيلة فقط لتورية ضعفه وفشله في تدبير شؤون الحزب. ومهما يكن من حال، فإن لشكر غالبا ما ينطلق من ثقافته القانونية المتينة، باعتباره محاميا، وخبرته التي راكمها في العمل السياسي، ومجاورته لكبار زعماء الحزب، ليعمل على إفحام خصومه وإلجام معارضيه، لكن الكثيرين يعيبون عليه ذبول أوراق "الوردة" في عهده، بينما هو يسير في طريق "زمن التناوب الثالث" الذي كتبه سيرة ذاتية سياسية.