عكس التوجيهات العلنية التي بثها عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بالدعوة إلى المشاركة المكثفة والتصويت في انتخابات 07 أكتوبر الجاري، وزعت الحركة توجيها داخليا على أعضائها والمتعاطفين معها، تدعو خلاله إلى التصويت بشكل واضح على حزب العدالة والتنمية ومساندته في الحملة الانتخابية، التي انطلقت منذ 24 شتنبر المنصرم. واستندت المراسلة الداخلية، التي اعتمدت في المجالس التربوية للحركة على المستوى الوطني، على الآية القرآنية: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، لتقول إن الحركة جعلت من "البر والتقوى مبدأ رئيسيا في ميثاقها وسمته التعاون على الخير مع الغير"، مضيفة: "نعتبر التعاون مع حزب العدالة والتنمية من أوجب الواجبات التي على كاهل الحركة لاعتبارات متعددة". وتتمثل تلك الاعتبارات، وفق الوثيقة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، في كون حزب العدالة والتنمية "هو شريكها الأول في مشروعها والذي هو مشروع البر والتقوى"، على أن "قياديي هذا الحزب ومعظم أطره هم من رحم الحركة وتربوا في أحضانها"، مشددة على أن الحركة "فخورة بأبنائها الذين تصدروا المشهد السياسي وتحملوا أمانة تدبير الشأن العام والمحلي بجدارة واستحقاق.. وأعطوا المثل الحي للاستقامة والنزاهة والشفافية". وزادت الحركة قولا إن التعاون مع حزب العدالة والتنمية "يحتم علينا اليوم تعبئة شاملة وانخراطا فعالا لإنجاح هذه الاستحقاقات المصيرية، نرجو من نتائجها إعطاء فرصة من جديد لمواصلة الإصلاح، وبناء ديمقراطية حقيقية تقطع السبيل على الانتهازيين أصحاب التحكم والفساد"، تقول الرسالة التوجيهية التي وقعت بإمضاء "مكتب المنطقة - المسؤول الدعوي" واستهلت بعبارة "كلمة توجيهية.. إلى الإخوة والأخوات أعضاء الحركة والمتعاطفين معها.. الموضوع: الانتخابات التشريعية 07 أكتوبر 2016". وسبق لتزكية الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لمحمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح السابق، وكيلا للائحة الحزب في الدائرة الانتخابية العرائش أن أثارت الجدل في الأوساط السياسية وأعادت إلى الواجهة جدل فصل الدعوي عن السياسي داخل حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية حركة التوحيد والإصلاح. إلى ذلك، لم تتضمن الكلمة التوجيهية لعبد الرحيم الشيخي، رئيس الحركة، والتي بثها على الموقع الرسمي للحركة في أول يوم من الحملة الانتخابية، دعوة صريحة إلى التصويت على حزب العدالة والتنمية، بعكس ما تضمنته التوجيهات الداخلية؛ فقد اكتفت الكلمة العلنية بالدعوة إلى "التصويت يوم الاقتراع قياما بالواجب الوطني ونبذا للعزوف واللامبالاة". ودعا الشيخي، في كلمته، إلى "الإسهام بكل ما يدعم النزاهة والشفافية المطلوبة لهذه الاستحقاقات.. سواء خارج مكاتب التصويت أو داخلها ويمكن للمواطنين من اختيار المرشحين الذين يرضونهم في أحسن الظروف وبعيدا عن أي تشويش"، حاثا أعضاء الحركة والمتعاطفين معها إلى "المشاركة المكثفة والانخراط الفعال في كافة مراحل العملية الانتخابية بما يعزز من الحضور الإيجابي للمواطن في الشأن السياسي وإصلاح المجتمع".