بعد مرور أسبوع من انطلاق الحملة الانتخابية، تسعى الأحزاب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية إلى الحفاظ على "الهدوء الحذر" وعدم الدخول في أي مناوشات بين أنصارها وأنصار أحزاب منافسة. وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، يمكن القول إن الحملة الانتخابية لم تشهد مظاهر عنف خطيرة باستثناء حالة متفرقة، عرف بعضها طريقه إلى التحقيق. ولم يتم تسجيل احتجاج أي حزب من الأحزاب السياسية على الاعتداء على أنصارها خلال الحملة الانتخابية، باستثناء التدوينات على الفايسبوك، التي يدبجها المشاركون في الحملة حول حدوث مناوشات أو اعتداءات لفظية، من لدن منافسين؛ غير أن هذه الأحداث تبقى من قبيل التفاعل والحروب الكلامية بين الهيئات الحزبية، التي يبدو أنها توجه مناصريها إلى عدم التصعيد. حالة "الهدوء الحذر" ظهرت حتى على مستوى الخطاب المعتمد من قبل زعماء الأحزاب السياسية خلال المهرجانات الخطابية التي شاركوا فيها طيلة أسبوع، حيث كان المتتبعون يتوقعون تصعيدا غير مسبوق لحالة العنف اللفظي الذي انتهجه زعماء الأحزاب السياسية طيلة السنوات السابقة؛ إلا أنه يظهر أن قادة الأحزاب، ومن خلال تتبع كلمات، جنحوا نحو "التخفيف من حدة الخطاب عوض التصعيد". وقد جرى تسجيل حالة اعتداء واحدة، عرفت طريقها إلى القنوات الرسمية للتعامل معها. ويتعلق الأمر بالاعتداء على مرشحة حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة فاس الجنوبية، حيث تعرضت لجروح غائرة بالسلاح الأبيض؛ وهو ما دفع حزبها إلى إصدار بيان ومراسلة وزيري العدل والداخلية، للتدخل والتحقيق في الحادثة. في المقابل، توصلت المصالح الأمنية بشكايات أخرى لأحداث يقول أصحابها إن لها علاقة بالانتخابات؛ ومن بينها حادثة تتعلق بإحراق سيارة تابعة لحملة حزب الاستقلال في بوزنيقة، لتتولى مصالح الدرك الملكي مباشرة التحقيق في الواقعة. وفي المنطقة نفسها أي بوزنيقة، تحدث حزب الديمقراطيون الجدد عن محاولة اقتحام مقرهم من لدن أشخاص مسلحين، حاولوا الاعتداء على أعضاء الحزب الموجودين في المقر؛ إلا أن الحادث لم يعرف أي اشتباك أو جرحى. كما قال حزب العدالة والتنمية إن متعاطفا مع الحزب يشارك في حملة توزيع منشورات الحزب بدائرة أبزو واويزغت ضواحي بني ملال تعرض لهجوم بالسلاح الأبيض، ونقل على إثرها إلى المشفى، ويقوم رجال الدرك بالتحقيق في هذه الحادثة.