في منتصف فترة الحملة الانتخابية لاقتراع السابع من أكتوبر القادم، التأم نشطاء إسلاميون مغاربة، من مختلف الحساسيات الإسلامية، في وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة أمام مسجد يوسف بن تاشفين، وسط مدينة فاس، تضامنا مع الشعب السوري، تخللتها مطالب لحكومة عبد الإله بنكيران بضرورة "التفاعل مع قضايا الأمة ونصرة المسلمين المستضعفين". الوقفة التي دعا لها بيان وقع باسم "التيار الإسلامي بفاس"، عرفت حضورا مكثفا للنشطاء السلفيين، إلى جانب أعضاء ومتعاطفين مع حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان وعشرات المواطنين، ورفعت فيها شعارات منددة بالعدوان ضد الشعب السوري؛ فيما حمل المحتجون لافتات ورقية كتبت عليها عبارة "أين جند المسلمين؟..سوريا تباد"، و"يا أمة محمد.. حلب تحترق". وقال البلاغ الداعي إلى الوقفة، التي وصفت ب"التضامنية مع المسلمين بسوريا عموما وحلب خصوصا"، إنها تأتي "تفاعلا منه (التيار الإسلامي) مع قضايا الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ونظرا لارتفاع حدة هجمة النظام السوري الطاغي مدعوما بملل الكفر مجتمعة على سوريا"، وأيضا "تفاعلا مع نداء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، على أنها وقفة "تضامنية نصرة للشعب السوري المسلم الذي يباد على مرأى ومسمع من الجميع". عبد الرحيم الغزالي، المتحدث باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، قال لهسبريس إن الوقفة تأتي للكشف و"تحسيس عامة الناس بحقيقة الصراع في سوريا وباقي بؤر التوتر، وأن الحرب التي تجري الآن حرب على الإسلام ليس على الإرهاب كما يدعى"، متسائلا عن "علاقة محاربة الإرهاب بقصف المستشفيات والمساجد والمدارس والأحياء السكنية، مخلفا آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء". "ندعو إلى ضرورة تفاعل الجميع مع قضايا الأمة ونصرة المسلمين المستضعفين والدفاع عنهم في مختلف بقاع الأرض"، يضيف الناشط السلفي، الذي حمل المسؤولية "للحكام والمحكومين والعلماء والعامة في ذلك"، معتبرا أن "دماء الأمة المسفوكة في رقاب الجميع"، على أن "ما يقع في سوريا عموما وحلب خصوصا يكشف نفاق العالم بمنظماته وهيئاته ويكشف زيف ادعاءاته". وتابع الغزالي بأن الوقفة جاءت "للتضامن مع الشعب السوري عموما وأبناء حلب خصوصا، في ظل اشتداد حدة القصف على العزل من نساء وأطفال وشيوخ المسلمين، على أساس رابطة الدين الإسلامي التي تربط المسلمين حتى لو اختلفت ألوانهم وأجناسهم وألسنتهم"، مردفا: "الإسلام علمنا أن نوالي ونعادي على أساس الدين، لا على أساس العرق أو اللغة أو اللون". في سياق ذلك، دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ما أسمتها "الهيئات الحرة الوطنية والدولية" و"كل الأحرار" إلى "عدم السكوت عن هذه الإبادات الجماعية"، داعية المجتمع الدولي إلى "إيقاف سياسة الكيل بمكيالين ورفع أي غطاء عن بشار الأسد ونظامه وأعوانه ودعم الشعب السوري في مسيرة تحرره"، فيما نددت كذلك ب"الصمت العربي والدولي الرسمي ضد الإبادة الجماعية التي تتعرض لها مدينة حلب".