اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الاثنين بالعديد من القضايا، من بينها على الخصوص، تداعيات الوضع الاقتصادي وأزمة الحزب الحاكم في تونس، والاجتماع غير الرسمي لمنظمة "أوبك"، المنتظر عقده غدا بالجزائر، والحوار السياسي المرتقب في موريتانيا. ففي تونس، سلطت صحيفة (الصباح) الضوء على مضامين مشروع قانون المالية لسنة 2017، الذي تجري الحكومة بشأنه استشارة موسعة مع الهيئات المهنية والحكومية قبل إحالته رسميا على "مجلس نواب الشعب" لمناقشته والمصادقة عليه. واستعرضت الصحيفة أهم رهانات هذا المشروع، والمتمثلة على الخصوص في التحكم في عجز الميزانية ونسبة المديونية، ومحاربة التهرب الضريبي ، والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين واستعادة وتيرة النمو وتشجيع الاستثمار العمومي، وتدعيم موارد الميزانية، علاوة على ترشيد النفقات العمومية، خصوصا ما يتعلق بالأجور. وأبرزت الصحيفة أنه للنهوض بالاقتصاد التونسي يتعين التوجه إلى آسيا ، خصوصا الهند والصين باعتبارهما "الاقتصاديات الأسرع نموا ، ولاهتمام حكومات هذه البلدان بالاستثمار في إفريقيا"، مشيرة إلى أن ارتباط الاقتصاد التونسي الوثيق بالسوق الأوروبية جعل عددا من المستثمرين من بلدان آسيوية يتحدثون دائما عن عوائق لدخول السوق التونسية. على المستوى السياسي، واصلت الصحف التونسية رصد تداعيات أزمة الحزب الحاكم "نداء تونس" عقب انقسامات داخل كتلته البرلمانية، وبعد اجتماع "شق" منها دون التجاوب مع نداء وجهه لها حافظ قائد السبسي من أجل تأجيل هذا الاجتماع حتى يتمكن باقي النواب من حضوره. وأوردت صحيفة "الشروق" بيانا أصدرته الكتلة المجتمعة يومي 24 و25 تبعا للدعوة الموجهة من قبل رئيسها سفيان طوبال ، الذي يسعى حافظ السبسي إلى إسقاطه من رئاسة هذه الكتلة، حذرت فيه من " محاولة إرباك كتلتنا واعتماد أساليب بالية في الضغط والتهديد والابتزاز من طرف نفس الجهات التي تعمل على الاستقواء بالحكومة لحسم الخلافات داخل حزبنا وتصدير أزماته إلى حكومة الوحدة الوطنية"، (وذلك في إشارة إلى اقتراح حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للحزب، اسم يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي لترؤس "الهيئة السياسية" التي تشكل أعلى هيئة تنفيذية لنداء تونس، وهو المقترح الذي رفضته العديد من القيادات الحزبية، على اعتبار أنه سيورط السلطة التنفيذية في أتون صراع حزبي ويصدر بالتالي أزمة الحزب إليها ). في سياق متصل، وتحت عنوان "الكتلة النيابية لنداء تونس تجدد الدعوة : تفرغ +يا سي+ الشاهد لقضايا تونس العاجلة واترك النداء"، أشارت صحيفة (الصريح) ، نقلا عن البيان المذكور، إلى أن الكتلة جددت الثقة في سفيان طوبال رئيسا لها، وفي مكتبها الحالي.... كما جددت الكتلة الدعوة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية ل"النأي بنفسه وبمؤسسات الدولة وبالحكومة عن تلك المساعي المريبة، والتفرغ لقضايا تونس العاجلة في الأمن والتنمية والتشغيل، والإسراع بالإصلاحات الكبرى المنتظرة على الصعيد التشريعي والتنموي". في الجزائر، استأثر باهتمامات الصحف المحلية الاجتماع غير الرسمي لمنظمة "أوبك" الذي يحاول التوصل إلى اتفاق للحد من الإنتاج وتحقيق الاستقرار في أسعار النفط، وذلك على هامش المنتدى الدولي للطاقة الذي سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء بالعاصمة الجزائرية. في هذا السياق، وصفت صحيفة (وقت الجزائر) هذا الاجتماع ب"المصيري"، بالنظر إلى ما يمكن أن يخرج به من قرارات، " قد تصب في خدمة مستقبل الدول المنتجة والمصدرة للنفط، أو تعمق من جراحها...". واعتبرت الصحيفة أن الجزائر " التي تأثر اقتصادها ووضعها المالي بشكل كبير نتيجة انهيار سعر البرميل، ها هي اليوم كلها أمل في التوصل إلى اتفاق يقضي برفع سعر الذهب الأسود لتجاوز هذه الوضعية الحرجة، التي تنذر بغد مشؤوم..". وفي تعليقها على تصريح لوزير الطاقة الجزائري، كتبت الصحيفة " كلام جميل ذلك، الذي ردده وزيرنا للطاقة، وهو أن الجزائر لن تخرج من اللقاء صفر اليدين، وتعمل ما بوسعها لرفع الأسعار، لكن ماذا سيفعله نور الدين بوطرفة لو حدث العكس؟ تفاؤل بوطرفة، الذي تقع على عاتقه مسؤولية الرمي بكل ثقل الجزائر في هذا الموعد المصيري، ليس كافيا، وهو في وضع لا يحسد عليه، ومصداقيته على المحك...". من جهتها نقلت صحيفة (الخبر) عن وزير الطاقة الجزائري ، قوله أمس خلال ندوة صحفية تحضيرا للمنتدى الدولي للطاقة، إن منظمة الدول المصدرة للنفط " مجبرة على اتخاذ قرار بشأن تحقيق توازن سوق البترول" خلال اجتماع الجزائر"، مشيرا إلى أن " الوضعية الحالية المتأزمة تدفع المنتجين إلى الجلوس على الطاولة نفسها لتقديم الحلول المناسبة وتحقيق التوازن للسوق النفطية". وأبرز أن دول منظمة "أوبك" تخسر ما بين 300 إلى 500 مليون دولار في كل يوم نتيجة تراجع أسعار النفط إلى هذه المستويات المتدنية، محذرا من أن العديد من الشركات المستثمرة في مجال الطاقة "ستضطر للتوقف عن النشاط، في حال بقاء أسعار المحروقات دون عتبة 50 دولارا..". ومن جانبها نقلت صحيفة (الفجر) عن وزير الطاقة اعترافه بالمناسبة أن المحادثات خلال هذا الاجتماع المرتقب للدول المنتجة " لن تكون سهلة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن أي قرار لتجميد الإنتاج يحتاج إلى إجماع. وأكد الوزير أن " أي شركة في العالم، مهما كان حجمها لن يكون بوسعها الصمود أمام الوضعية الراهنة التي تتسم بانخفاض أسعار النفط، إلى ما دون 50 دولارا للبرميل"، مضيفا أن سوق النفط " أضحت متخمة بسبب المعروض، حيث وصل إنتاج منظمة أوبك إلى ما يعادل 33 مليون و400 ألف برميل يوميا". وفي موريتانيا، أوردت صحيفة (صدى الأحداث) أن الأغلبية الحكومية كثفت خلال الأيام الأخيرة اتصالاتها بقادة "كتلة المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة"، في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في الحوار السياسي المرتقب يوم 6 أكتوبر. وأضافت الصحيفة أنه على ضوء هذه الاتصالات، سيتم تحديد ما إذا كان الحوار سيتأجل من جديد عن موعده المذكور. ونقلت الصحيفة عن القيادي بالمنتدى ورئيس "حزب اتحاد قوى التقدم"، قوله في مقابلة صحفية خلال الأسبوع الماضي، إن " اتصالات الأغلبية بالمنتدى متوقفة.."، في حين ذكرت صحيفة (المواطنة) أن الأطراف السياسية المشاركة اتفقت على مسودة شبه نهائية للنقاط المقرر مناقشتها خلال جلسات الحوار الذي تقاطعه أغلب قوى المعارضة. وأضافت الصحيفة أن هذه المسودة تضمنت عددا من المحاور المتعلقة بالأساس، ب"ملفات الانتخابات والإصلاحات الدستورية والعدالة الاجتماعية والحوكمة الاقتصادية، علاوة على اقتراح بشأن استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية، ومراجعة المادة 26 من الدستور الموريتاني المتعلقة بسقف عمر المرشح في الانتخابات الرئاسية، وتمثيل الولايات في البرلمان..". من جهتها، أشارت صحيفة (التواصل) إلى أنه من المرتقب إجراء تعديل وزاري قبيل انطلاق الحوار بين الأحزاب السياسية.