استعرض نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الخطوط العريضة لبرنامج حزبه للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بحضور جل القيادات الحزبية، مساء اليوم بأحد فنادق الرباط. بنعبد الله، وقبل الخوض في برنامج حزبه، عاد إلى الحديث عن حصيلة الحكومة التي اعتبرها إيجابية، و"مكنت المغرب من الاستمرار في كنف الاستقرار من خلال بلورة ما نص عليه دستور 2011"؛ كما "تميزت بأداء إيجابي في القطاعات التي أشرف عليها الوزراء التقدميين، أضفت على الحزب شحنة إضافية"، حسب تعبيره. أما عن برنامج "PPS" فقد أردف بنعبد الله أنه "وُضع بناء على مرجعية الحزب التقدمية اليسارية، وركز بالأساس على العدالة الاجتماعية الهادفة إلى تنمية إدماجية تضع الإنسان في قلب السياسات العمومية، فضلا عن ضرورة إدراج البعد البيئي في صميم السياسات العمومية وإرساء حكامة ديمقراطية ترتكز على المحاسبة وإضفاء روح المواطنة على مفهوم المسؤولية، فضلا عن تعزيز الحقوق والحريات بالالتزام الثابت بقيم التقدم والحداثة والمساواة، مع التأكيد على الدور الأساسي للدولة في التنمية والتماسك الاجتماعي". وبناء على النقاط السالفة، قُسم البرنامج الانتخابي للتقدم والاشتراكية على خمسة محاور، على رأسها محور "الإنسان في صلب السياسات العمومية"، الذي ضم عدة نقاط، من بينها "جعل التربية والتكوين أولوية وطنية، وإرساء أسس جامعة منفتحة على محيطها الخارجي ومنتجة للكفاءات، وتعميق وتوسيع الإصلاحات في قطاع الصحة لضمان الحق في الصحة للجميع، وضمان الحق في السكن اللائق لعموم المغاربة، إضافة إلى السعي الحثيث إلى المناصفة والمساواة". أما المحور الثاني فسُطر ل"التوفيق بين النجاعة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية"، بسعي الحزب إلى "الوصول إلى 6 في المائة كنسبة نمو على مدة طويلة، لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، يعتمد بالأساس على وضع التشغيل في صلب المخططات القطاعية والسياسات الماكرو-اقتصادي"، حسب برنامج "التقدميين". وركز البرنامج كذلك في محوره الثالث على "تعميق البعد البيئي للسياسات العمومية"، بالاعتماد بالأساس على "إرساء مخطط إستراتيجي إيكولوجي من أجل مواجهة التحديات البيئية، كتدبير المياه والنهوض بالاقتصاد الأخضر". بينما يسعى المحور الرابع إلى "تنزيل ديمقراطي للدستور، يدعم الحريات والحقوق الأساسية ،ويجسد دولة الحق والقانون، من خلال دعيم الحريات والحقوق الأساسية وتعزيز دور الدولة وإرساء علاقة جديدة بباقي الفاعلين، وإصلاح الإدارة ومحاربة الفساد وتعزيز شفافية التدبير العمومي"، حسب البرنامج ذاته. البعد الإقليمي والدولي كان حاضرا في المحور الخامس والأخير من برنامج "حزب الكتاب"، من خلال السعي إلى "تعزيز مكانة المغرب في محيطه الدولي والإقليمي من خلال الرهان على دبلوماسية مناضلة في خدمة المصالح الحيوية للبلاد، وتدعيم مكتسبات المغرب على الساحة الدولية، فضلا عن الدفاع عن كرامة المهاجرين، سواء المغاربة أو الأجانب المتواجدين بالتراب الوطني". ولم ينف بنعبد الله، خلال تفاعله مع الحاضرين في اللقاء، أن تفعيل البرامج الحكومية بشكل كلي شيء مستبعد، نظرا لكون تسير الحكومة يكون بشكل مشترك ومرتبط بتحالفات مع أحزاب متنوعة، قد تتوفر على تصورات مختلفة.